أعلن وسطاء أن محادثات السلام بين رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديتوزعيم التمرد رياك مشار لم تثمر التوصل إلى اتفاق سلام، إلا أن المناقشات ستستمر في اليومين المقبلين. وعقد سلفاكير ونائبه السابق مشار خلال يومين لقاءات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مع رئيس وزراء إثيوبيا هايليمريام ديسيلين ورئيس كينيا أوهورو كينياتا اللذين يقودان جهود إنهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ نحو 11 شهرا في دولة جنوب السودان. وجاء في بيان للرئاسة الكينية أنه "لا يبدو أن التوصل إلى اتفاق أصبح وشيكا"، مضيفا أنه من المتوقع أن تمتد المحادثات ليوم ثالث غدا السبت. وصرح المتحدث باسم كينياتا مانواه إيسبيسو "حسب فهمي، فإن القادة مصممون على تحقيق تقدم باعتبار أن هذه مرحلة مهمة في المفاوضات، ولكن هذه عملية صعبة كما هو متوقع". وطبقا لوسيط من الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، فقد تم إبلاغ سلفاكير ومشار أن "مصداقية إيغاد أصبحت في أدنى مستوى لها الآن". وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة، فإن الهيئة المؤلفة من ثماني دول "ستقوم بالتحرك". ويبدي قادة دول شرق أفريقيا نفاد صبر إزاء الجانبين اللذين لا يحترمان اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة، كما أن محادثاتهما طالت أكثر من اللازم. وصرحت وزيرة خارجية كينيا أمينة محمد في بيان مقتضب "نحن أمام لحظة صعبة لكننا نأمل التوصل إلى نتيجة إيجابية". ومن جهته، حذّر مجلس الأمن الدولي هذا الأسبوع من فرض عقوبات جديدة تتعلق بالنزاع الذي أوقع عشرات آلاف القتلى ومليوني نازح ولاجئ منذ اندلاعه في ديسمبر/كانون الأول 2013. وكان كير ومشار اجتمعا بحضور الوسطاء الإقليميين الخميس أكثر من 11 ساعة، واستؤنفت المحادثات المغلقة الجمعة، حسبما أفاد دبلوماسيون، إلا أن المفاوضين لا يبدون أي حماسة. وقد انتقد رئيس وزراء إثيوبيا الخميس "غياب أي رغبة في السلام"، وقال "نأمل أن يكون الجانبان مدركين أن الأسرة الدولية تفقد صبرها". وكان سلفاكير ومشار التقيا الشهر الماضي في تنزانيا وتصافحا وأقرا بمسؤوليتهما المشتركة عن الحرب، لكن المعارك العنيفة تواصلت منذ ذلك الحين في مختلف مناطق البلاد. وشهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدا في العنف تزامن مع نهاية موسم الأمطار، وجرت اشتباكات كثيفة في العديد من المناطق خاصة حول مدينة بينتيو الشمالية الغنية بالنفط. وتستقبل إثيوبيا وكينيا وأوغندا المجاورة لجنوب السودان على أراضيها 467 ألفا على الأقل من لاجئي جنوب السودان.