تتسم الصداقة ببعض الصفات التي يتحلى بها كل إنسان مع إنسان آخر، فتعتمد على الصراحة و الألفة و الثقة المتبادلة بين الطرفين، كما يقول فولتير "أيتها الصداقة: لولاك لكان المرء وحيدا، وبفضلك يستطيع المرء أن يضاعف نفسه وأن يحيا في نفوس الآخرين "، و الصداقة من نفس الجنس تعتبر أمرا عاديا لا جدال حوله، أما الصداقة بين الرجل و المرأة فيعتبر موضوعا حساسا في المجتمع الجزائري، فلكل من الرجل و المرأة ميزة محددة في هذه العلاقة .فهناك من يرى وجود "علاقة بريئة" بين الجنسين، وهناك من يرى العكس، فالبريئة هي تلك التي تكون بين الرجل و المرأة و يفترض أنها لاتتطور، بحيث يشملها الأدب العام و الصدق و الألفة و الثقة بين الطرفين، وقد تتعدى الصداقة صفة الأخوة فكلا الطرفين يحرص على مصلحة الآخر و ذلك دون الوصول إلى ما حرمه الله، كما يكون فيها الحديث عن الأمور الحياتية العادية أو المشاكل الشخصية، أما فيما يخص"العلاقة الغير بريئة" فهي تلك التي تتميز بعدم وجود موانع و عوائق لرغبات كلا الطرفين، و قد تكون البداية على شكل صداقة و زمالة، حتى تتطور و تنتهي بهما إلى الفاحشة، أو في أفضل الحالات الزواج العرفي، كما هو الحال بالنسبة للمتزوجين حينما يسعى كلاهما إلى البحث عن صداقة خارج علاقتهما الطبيعية، مما يؤدي أحيانا إلى الطلاق و الانفصال. و هناك من يرى أن الصداقة بين الرجل و المرأة يمكن أن تكون حقيقية لكن بضوابط و شروط و أهمها اعتراف المجتمع بهذه الصداقة حتى لا تتحول إلى علاقة سرية مما قد ينتج عنها أسوأ العواقب، كما يجب أن يكون كلا من الطرفين ناضج بالقدر الكافي حتى يعي أبعاد هذه العلاقة، بالإضافة إلى أن المرأة هي التي تستطيع تحديد صفتها، في حين يرى البعض الآخر أن الصداقة بين الرجل و المرأة مجرد خيال لأن مفهومها مختلف بين الطرفين، فالمرأة عندما تدخل في علاقة صداقة مع رجل ما تتكون صداقة بمفهومها الحقيقي على عكس الرجل الذي يعتبرها مفتاح لعلاقة ذات أبعاد أخرى، و لا شيء يمنع الرجال من رؤية المرأة على أنها أنثى...الخ أما من الناحية الشرعية فلا وجود لشيء ما يسمى بصداقة بين الرجل و المرآة، و إنما هناك زوج وزوجة، لقول الله تعالى "ولا متخذات أخدان"، و لقول الرسول عليه الصلاة و السلام" لا يجتمع رجل وامرأة إلا والشيطان ثالثهما".