يعتبر الخلاف والصراع والمنافسة بين أبنائك أي بين الأشقاء أمرا يسبب التوتر للعائلة بأكملها ولكن على كل أم أن تدرك أن المنافسة والغيرة والخلافات بين أبنائها وبعضهم البعض أمر طبيعي ويبقى دورها هو مساعدة أبنائها على التعامل مع تلك المشاعر بطريقة صحية. يجب على الأم أن تعلم أيضا أنها إذا لم تحاول حل مشاعر الغيرة والصراعات بين أبنائها، فإن تلك المشاعر السلبية ستنمو معهم وستعيقهم في أمور كثيرة في حياتهم المستقبلية. أحيانا قد تكون الخلافات بين الأشقاء أو الأبناء بسبب الغيرة حين يشعر طفل بأن والدته تحب شقيقه أكثر منه. وفى بعض الأحيان الأخرى قد تتطور المنافسة الطبيعية بين الأشقاء وتتحول لصراعات مستديمة. ويمكنك عن طريق مجموعة من الأفكار والنصائح التعامل بطريقة إيجابية مع خلافات أبنائك وغيرتهم من بعضهم البعض. إذا كنت قد رزقت بطفلين أو أكثر فإنه من الطبيعي أن تنمو بينهم مشاعر غيرة وخاصة أنهم سيبدأون في التنافس على حبك ومدى رعايتك لهم واعتنائك بهم. وبالتأكيد فإن طفلا في الثانية من عمره لن يستوعب جيدا فكرة المشاركة ولذلك يجب أن تكوني صبورة وتشرحى لأبنائك أن مهمتك الاعتناء بهم جميعا بطريقة بها مساواة وأن الحصول على حبك ليس منافسة بينهم. حاولي أن تخصصي بعض الوقت يوميا لإمضائه مع طفلك الأكبر سنا بدون شقيقه الصغير لأن الطفل الأكبر سنا قد يشعر أنه مهمل بعض الشيء بعد ولادة شقيقه الصغير، ولكن عليك أن تشرحي له أنه عندما كان طفلا حديث الولادة هو الآخر فقد كنت تمضين معه الكثير من الوقت. يمكنك أيضا أن تحاولي إشراك ابنك أو ابنتك الأكبر سنا في الاعتناء بشقيقهم الصغير. إذا لاحظت أن طفلك يتعامل بطريقة جيدة مع شقيقه الأصغر منه فعليك أن تثنى عليه بسبب هذا الأمر، وإذا رأيت مثلا طفليك جالسين معا يلعبان في سعادة فيمكنك أن تكافئيهما على هذا الأمر باصطحابهما لتناول الطعام في الخارج أو يمكنك أن تكتفي فقط بكلمة شكرا. اخبري أبناءك أنك تخشين أن شجارهم وصراعاتهم الدائمة قد تجعلهم يؤذون بعضهم البعض مع الوضع في الاعتبار أنه يجب عليهم أن يستوعبوا العواقب والنتائج الطبيعية لتصرفاتهم السلبية. فعلى سبيل المثال إذا كان أبناؤك يتشاجرون مما أدى لكسر اللعبة التي يلعبون بها مع الوضع في الاعتبار أنه لن يتم استبدالها فإنهم بالتأكيد سيشعرون بالخسارة وهو الأمر الذي سيجعلهم يتعلمون دون أن تحتاجي لمعاقبتهم. لا تنتظري من طفلك الأكبر سنا أن يقوم دائما بالاعتناء بشقيقه الصغير لأن هذا قد يولد لديه نوعا من التذمر والكره. ويمكنك أن توكلي لطفلك المهام الخاصة بالاعتناء بشقيقه الصغير ولكن بالتدريج وطبقا لمرحلته العمرية. وعليك أن تشجعي طفلك الأكبر سنا أن يكون مثالا وقدوة جيدة أمام شقيقه الصغير. يجب أن تفرقي جيدا بين الخلافات العادية بين أبنائك وبين أنواع الشجار التي قد تتطلب تدخلك بينهم مثل أن تسمعي صراخهم على بعضهم البعض لفترات طويلة. وهناك بعض الأوقات التي قد تشعرين فيها أنه يجب ألا تتدخلي بين أبنائك وتتركيهم لحل مشاكلهم بأنفسهم. إذا كنت قد قررت ألا تتدخلى بين أبنائك فإن هذا لا يعنى أنك يجب ألا تراقبيهم أو تشرفي على ما يجرى بينهم حتى لا يعتدي واحد منهم على الآخر بالضرب مثلا. تحدثي دائما مع أطفالك حول الطريقة التي يجب أن يتعامل بها الأشقاء مع بعضهم البعض وكيف أن العائلة الواحدة يجب أن يتكاتف أفرادها مع بعضهم البعض. أحيانا قد تكون الخلافات بين الأشقاء أكثر حدة إذا كانوا من نفس الجنس وأعمارهم متقاربة. واعلمي أن مساعدة طفلك على حل خلافاته مع شقيقه بطريقة إيجابية فإن هذا سيعلمه مهارات التفاوض وحل المشاكل ومراعاة شعور الآخرين والكثير من الأمور الإيجابية الأخرى.