عزيزتي الأم، إذا كنت تعانين يوميا من إزعاج فض الاشتباك بين أبنائك، فالأمر قد يبدو طبيعيا لدى كثير من الآباء والأمهات، وعلى الرغم من أن البعض قد يرى الوجه السيء في هذا الصراع من حيث إثارة الخلافات واستخدام العنف أحيانا، فإن البعض الآخر يعتبره تجربة مصغرة للأطفال لتدريبهم على كيفية حل الصراعات وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية عندما يكبرون، والتحدي الأكبر الذي يواجه الأسرة هو كيفية وضع الصراعات في إطارها الطبيعي الودي بحيث لا تتطور إلى العنف والكراهية والأذى بين الأشقاء. ترى بعض الأمهات أن اندلاع الصراعات بين أطفالهن وزيادة حدتها في بعض الأحيان ظاهرة غير صحية لا ينبغي وجودها في البيت على الإطلاق، وهذا تصور يخلو من الواقعية تماما، فلا يجب على الأم أن تتوقع خلو بيتها من الصراع مادام يوجد فيه أطفال، كما أنه من الطبيعي كلما تقدم العمر بالأطفال أن تزداد بينهم المنافسة وتنشب النزاعات والخلافات. وهنا يجب أن لا ينتاب الأم القلق من ذلك لأن المنافسة والصراع والخلافات اليومية بين الأطفال فرصة ذهبية لتدريبهم على معرفة الفرق بين الصواب والخطأ، وكيفية حل صراعاتهم بطريقة جيدة من دون اللجوء إلى استخدام العنف الجسدي واللفظي. ومن أجل مساعدتك نقدم لك سيدتي بعض الخطوات ليسهل عليك التحكم في نزاعات أطفالك: لائحة بالقواعد: يحتاج الأطفال بصورة دائمة إلى أن نوضح لهم مجموعة القواعد والحدود الخاصة بالسلوكيات المقبولة التي يجب التصرف وفقها، والأخرى المرفوضة التي لا يجب الإتيان بها، على رأس هذه القواعد الاحترام المتبادل واحترام رأي الآخر والتسامح، وأن الاختلاف في وجهات النظر مقبول والرد على الإساءات يكون بالكلمات، لكن استخدام العنف والركل والعض مرفوض تماما في هذا البيت. لا تسارعي بالتدخل: ما إن يدب صراع بين اثنين من الأطفال في البيت حتى تسارع الأم بالتدخل فورا لفض الاشتباك وتهدئة الخواطر أحيانا أو عقابهما في أحيان أخرى. هذا الأمر مطلوب، خاصة إن تطور الأمر إلى مرحلة من العنف. ولكن إن كان الأمر تحت السيطرة ولا يزيد عن مجرد المجادلة وتبادل الكلمات أو النظرات الحادة، فقط أبقي أذنيك مفتوحتين، ولا تسارعي بالتدخل ودعي الصراع يسير إلى نهايته، وتذكري أن الكثير من الأطفال يلجأون إلى اختلاق الصراعات مع الأشقاء من أجل الحصول على اهتمام الوالدين، وترك الأمور تسير بصورة طبيعية مادام لا يستخدم أحدهم العنف، يغرس فيهم بذرة الاعتماد على النفس في حل الصراعات دون إلقاء مسؤولية الحل على الآخرين. جلسة منفردة عندما يزيد الصراع بين اثنين من أطفالك وتشعرين بأن الأمور قد تخرج عن السيطرة وأن الأمر يحتاج وقفة حاسمة، الحل الأمثل عقد جلسة منفردة مع كل طفل على حدة، شعور الطفل بأن قنوات الاتصال مفتوحة معك طوال الوقت سيشجعه على الحديث عن الأسباب التي تسبب له مشاعر الغيرة والغضب والاستياء، اطلبي منه أن يتحدث بصراحة عن الأسباب التي تسبب له الانزعاج من شقيقه، هذه الجلسة المنفردة ستجعلك تضعين يدك على جذور المشكلة، وبالتالي الوصول إلى الحل، مع ملاحظة أن يكون الوقت المخصص لكل طفل متساويا، وعدم الإيحاء لكل منهما بأنه على صواب والآخر على خطأ. اعدلي بين أبنائك عندما يشعر الطفل أن نصيبه من الواجبات أكثر من أخيه أو أخته بينما نصيب هذا الأخير من الامتيازات أكثر سيشعر بالغضب والاستياء، وتبدأ مشاعر الغيرة والمنافسة تعصف به، وسيبدأ الصراع إن عاجلا أو آجلا. أفضل طريقة لقتل هذه المشاعر السلبية داخل كل طفل في مهدها، هي أن تكوني عادلة تماما وتتأكدي من أن جميع الأطفال يحصلون على النصيب نفسه من الواجبات والامتيازات. لا فائز ولا مهزوم عندما يدب الخلاف بين طفلين تخطئ الأم عندما تنحاز إلى أحدهما ضد الآخر مهما كانت المبررات: صغير السن، مريض، ضعيف، متفوق في الدراسة، فهذا الانحياز من شأنه أن يزيد من حدة الصراع، عندما يكون هناك صراع فكلاهما مخطئ، عندما تتدخلين لتهدئة أو حل هذا الصراع بين أطفالك احذري من اتخاذ القرارات التي تكون في صالح طفل ضد آخر، فمن يشعر بالهزيمة سيكون أكثر غضبا في المرة القادمة، دائما طبقي قاعدة لا فائز ولا مهزوم.