هم فئة من الشباب المثقف و الواعي الذين صادفناهم فكانت أرائهم مختلفة حيث أجمع الكل على أن هذه الظاهرة منبوذة في مجتمعاتنا الإسلامية و أول من التقيناه كان خالد ساحلي كاتب و قاص و روائي جزائري و الذي أكد لنا قائلا :" دار العجزة ظاهرة أصبحت تطغى على المجتمع الجزائري لعدة أسباب منها النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الحضارية وكلها من منطلقات سلبية لا وجه آخر لها، فالإنسان يعتقد أنه من خلال مبدأ الحداثة يريد أن يحيا حياة دون عائق يشغله و خاصة ذلك الذي يتعلق برعاية الآباء إن كان هو ذاته يرفض إنجاب الأطفال ، أضيف أن الإقناع الكبير و السيطرة الشبه مطلقة للمرأة على حياة الرجل و التحكم في أفعاله و سلوكاته كشريك في الحياة يحتم على الطرفين اتفاقهم و تقرير مصير الآباء بمعنى الآباء و الأجداد في محكمة الأحفاد، إن منطق الحداثة الذي يتذرع به غالبية الرجال في الأوطان العربية و بخاصة في الدول التي نالت كثيرا من الانفتاح على الغرب و بدأ نسيجها الاجتماعي يتفكك و تشهد الحالة نسبة مرتفعة، أما من الناحية البسيكولوجية فالأمر مرده إلى سوء التلقين التربوي و النفسي للأطفال الذين يصبحون فيما بعد رجال و يمارسون نفس المنطق على الآباء إلا وهو إبعادهم عن الحياة الخاصة كونهم عائقا و أعني بذلك عدم الاهتمام" ومن جهته الشاب عايد خريج جامعة تلمسان تخصص علم اجتماع الاتصال والإعلام أكد لنا "أن الأمر الذي يتطلب دراسة سوسيولوجية بخصوص التغيرات الحاصلة في البنية الاسرية للمجتمع الجزائري ، بمعنى لا يمكن ان نعطي اجابة استباقية هكذا بدون دراسة وتمحيص ربما يمكن أن نختصر سبب رمي الوالدين في ديار العجزة إلى سلسلة من التغيرات في الوضع الاقتصادي ، بالإضافة إلى الابتعاد عن بعض القيم الاجتماعية". وقد أكد لنا بدر من الاغواط صاحب شهادة في هندسة كمبيوتر وماجستير ادارة اعمال إن الأمر يتعلق بعدة جوانب منها اولا الجانب الديني التربوي، الوازع الديني و الترابط الاسري الذي كان سائدا قديما اصبحت روابطه تتلاشى يوما بعد يوم، و هذا نتيجة التغيرات الاجتماعية و الثقافية التي ادت الى تطوير المجتمع لكن بالاتجاه السلبي ، مع عدم ادراك الشباب لتكريم الدين للوالدين يترك الشاب ان يتصرف مع والديه كشخص عادي لا يختلف عن باقي افراد المجتمع و بالتالي الشاب ينظر للمسالة على عدم حاجته للوالدين في سن معين من حياته و يصبح ينظر اليها كعبء عليه لكن في الجانب الديني يتحمل الوالدين جزء منه، لان الوالدين عليهما تربية الاولاد و يتحملان مسؤولية التربية الدينية و ربط الأولاد بالأسرة و الانتماء الاسري مهم جدا من ثقافة الشاب لان الشباب الان كثرت عليه منابع الثقافة و لا يستطيع في بعض الاحيان التمييز من هو نافع ومن هو ضار، وترك الاولاد بدون تربية وتوجيه سيجد متغيرا اخر يوجهه و يمده بثقافة تترسخ في ذهنه ولا يمكننا ان نثق في كل الثقافات المستوردة من الغرب، لكن و للأسف الشباب يدمن عليها دون معرفة الخلفيات ولا النتائج و لن يعرف الا بعد فوات الاوان.