تشهد أروقة المحاكم عدة قضايا يوميا نتيجة عدة أسباب ، و لكن الأمر الذي شد انتباهنا هو ذلك المتعلق بالضحايا الذين يفقدون حقوقهم بسبب عدم استعانتهم بالمحامين في قضاياهم مع العدالة. تعرف أروقة المحاكم وجلساتها عدة مرافعات دون محامي من بينها قضية سيدة تعرضت للضرب المبرح الذي خلف لها عجزا فاق 60يوما و هذا وفق شهادة طبية سلمت لها، إلا أنها لما امتثلت أمام المحكمة طالبها قاضي الجلسة بمقدار التعويض إلا أنها لم تعي ما تقول ولم تدرك حتى حجم التعويض الذي من حقها أن تطالب به المتهم أمام المحكمة بسبب جنحة الضرب العمدي. وغير بعيد عن تلك السيدة، شد انتباهنا قضية الكهل الذي تعرض لمحاولة قتل من جاره وأستنجد بالقاضي في الجلسة من أجل معرفة حقوقه، هو نفس الموقف الذي وقعت فيه شابة في ريعان شبابها تعرضت للسرقة من قبل أحد الشباب بالتهديد واستعمال السلاح الأبيض لكن حين امتثالها أمام قاضي الجلسة لم تدرك ما يكرسه لها القانون من ضمانات وحقوق في التعويض لولا تدخل بعض المحامين لمساعدة الضحية وإلا قد تفقد بعض حقوقها التي لا يمكن للقاضي المطالبة بها في حالة عدم طلبها من طرف الضحية أو محاميه، و هذا ما دفعنا للتقرب من أولئك الضحايا من بينهم الشابة "نريمان" التي أكدت للاتحاد أنها لم تفكر في توكيل محامي لأن القضية بسيطة، و لكن المحامون يستغلون الفرصة لطلب مبالغ مالية معتبرة قد لا أتمكن من دفعها خاصة و أنني لم تقدم لي أي ضمانة كافية على أنني سأكسب القضية إلا أنني ولدى امتثالي لأول مرة في جلسة الاستماع وجدت نفسي بعيدة كل البعد عن القانون بسبب جهلي له مما دفع بي للجوء للمحامي مهما كلفني الأمر و إلا فقدت كل حقوقي "