بعدما تمكنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم برئاسة محمد روراوة من إقناع اللاعب الجزائري الأصل والفرنسي الجنسية فوزي غلام بحمل قميص "الخضر" والدفاع عن ألوانه خلال نهائيات كاس الأمم الأفريقية 2013 المزمع إقامتها مطلع العام المقبل بجنوب إفريقيا، تتجه الأنظار مجددا نحو لاعب آخر يحظى باهتمام الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش الذي يسعى لتغيير رأيه ودفعه إلى الانضمام إلى بلد أجداده خلال "الكان" القادم، ويتعلق الأمر بلاعب غرناطة الاسباني ياسين إبراهيمي الذي يبدو مترددا كثيرا، حيث يمنح الأولوية للمنتخب الفرنسي. ووفقا لمصادر من داخل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم فإن قضية ياسين ابراهيمي تبدو "صعبة جدا" مقارنة بفوزي غلام الذي كانت له جلسة مع رواروة وحليلوزيتش وضع فيها النقاط على الحروف ورسم خلالها التحاقه بالمنتخب الوطني، إذ ليس من السهل تغيير رأي متوسط ميدان غرناطة بين ليلة وضحاها، لا سيما وأنه عبر صراحة عن رغبته في تمثيل المنتخب الفرنسي في "اليورو" القادم وقال أنه لن يلعب مع الجزائر في كأس الأمم الإفريقية جانفي القادم، الأمر الذي يجعل إقناعه صعبا وينقص من احتمال التحاقه بمزدوجي الجنسية الذين استفادوا من قانون الباهامس ولعبوا للمنتخب الجزائري. ولم يأت اتصال المبعوثين الجزائريين بإبراهيمي في أكثر من مناسبة بالجديد، حيث لازال لاعب رين السابق متمسكا برأيه بالرغم من خروجه خائبا من تصفيات كاس الأمم الأوروبية للآمال بعد عجز المنتخب الفرنسي عن حجز بطاقة التأهل إلى النهائيات. الفرنسيون يسعون إلى قطع الطريق على الخضر ومن جهتها، تسعى الأطراف الفرنسية إلى قطع الطريق على رواروة وضم إبراهيمي إلى منتخب "الديكة" بأسرع وقت ممكن، إذ لا تريد التفريط في خدمات اللاعب السابق لرين على غرار ما حدث مع مغني، يبدة، فيغولي وغيرهم، حيث تضعه الاتحادية الفرنسية ضمن أولوياتها إلى جانب التونسي وسام بن يدر الذي يعيش نفس وضعية إبراهيمي ويحظى هو الآخر بمتابعة التونسيين. وكشفت بعض التقارير الفرنسية، أن الاتحادية المحلية ستسعى إلى وقف رحيل إبراهيمي المحتمل بالاعتماد على اللاعبين المزدوجي الجنسية المتواجدين بمنطقة باريس لإقناع الفراكو جزائري بحمل قميص المنتخب الفرنسي، ما يلوح بصراع قوي بين الاتحاديتين خلال الأسابيع الأربعة المقبلة لحل ملف ابراهيمي الذي يبدو شائكا أكثر من أي وقت مضى. ابراهيمي يتحجج بوضعيته ويربط مصيره بضمان مكانة أساسية في غرناطة وتعود اتصالات الفاف بإبراهيمي إلى قبيل مونديال كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، حيث اعتذر اللاعب آن ذلك عن الحضور بعد ضغط من الأطراف الفرنسية وكذا ناديه ووكيل أعماله في الوقت ذاته، لكنه تحجج بتغييره الأجواء بعد انتقاله من من رين إلى كليرمونت على سبيل الإعارة، مشيرا إلى أنه سيسعى لخطف مكانة أساسية مع ناديه الجديد قبل التفكير في المنتخب الذي سيمثله مستقبلا. وهو نفس الأمر الذي يحدث معه حاليا في نادي غرناطة الاسباني، إذ لازال يصر على الفصل في مصيره مع ناديه الإعلان عن اختياره، خاصة وانه حاليا لا يشارك كثيرا بسبب الإصابة التي تعرض لها مؤخرا أبعدته عن الميادين.