قال السكان أن طائرات سورية قصفت مناطق يسيطر عليها المعارضون في دمشق يوم السبت في الوقت الذي أشارت فيه المعارضة إلى أنها قد تقبل بقوة دولية لحفظ السلام إذا اجبر الرئيس بشار الأسد على التخلي عن السلطة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن طائرات حربية قصفت ضاحيتي كفرسوسة وداريا بدمشق. وجاءت هذه الغارات الجوية بعد نشاط مكثف لمقاتلي المعارضة في العاصمة بالإضافة إلى اقتحام قواعد عسكرية حكومية في الأسابيع الأخيرة. وقال المرصد أن قوات نظامية سورية تحاول السيطرة على المناطق المحيطة بالعاصمة واشتبكت مع مقاتلي المعارضة. وأبلغ ناشطون عن وقوع اشتباكات في محافظات حمص ودير الزور وادلب وحلب حيث قالوا أن 14 مقاتلا من المعارضة قتلوا أثناء هجوم على قاعدة للجيش في بلدة خناصر في وقت سابق السبت. ويصعب التأكد من مثل هذه التقارير بسبب القيود التي تفرضها الحكومة على دخول وسائل الإعلام لسوريا. وبدأت اتصالات الانترنت تعمل من جديد في سوريا يوم السبت بعد انقطاع دام يومين فيما كان أسوأ انقطاع للاتصالات خلال الانتفاضة التي بدأت قبل 20 شهرا والتي قتل فيها 40 ألف شخص بالإضافة إلى اضطرار مئات الآلاف إلى الهروب من البلاد. وقال وليد البني المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري وهو الجماعة الشاملة للمعارضة أن الائتلاف قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا إذا تخلى الأسد وحلفاؤه عن السلطة. ويعارض بعض أعضاء المعارضة نشر قوات دولية قائلين أن وصولها قد يعمل كدعوة لتجمع الموالين للأسد في منطقة قرب البحر المتوسط يعيش فيها كثيرون من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد. وقال البني إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن. وأضاف البني أنه إذا تحقق هذا الشرط أولا فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في مناقشة أي شيء مشيرا إلى أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذي يعاونون النظام. جاءت تصريحات البني - وهو طبيب احتجز معظم الفترة التي أعقبت خلافة الأسد لوالده في السلطة عام 2000 باعتباره سجينا سياسيا - في مؤتمر صحفي عقد في ختام أول اجتماع لائتلاف المعارضة بكامل أعضائه الستين في القاهرة. واعترفت بريطانيا وفرنسا ودول الخليج بالائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الوحيد للشعب السوري. وأدانت معظم القوى الأجنبية الأسد الذي يعتمد على حلفائه للبقاء في السلطة ولاسيما إيران. واستخدمت روسيا المورد الرئيس للسلاح لسوريا والصين حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشروعات لقرارات لمجلس الأمن الدولي تدين الأسد وترفض الدولتان فكرة فرض عقوبات على حكومته. واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الدول الغربية يوم السبت بمحاولة نشر الديمقراطية في الخارج "بالحديد والدم." ونقلت وكالة ايتار تاس الروسية التي تديرها الدولة عن لافروف قوله "دفع الديمقراطية بالحديد والدم لا ينجح وهذا ما اتضح خلال الأشهر القليلة الماضية.. خلال فترة العام ونصف العام الأخيرة." وكررت روسيا اعتراضها يوم الجمعة على احتمال نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ باتريوت في تركيا التي تريد تلك الصواريخ بسبب مخاوف من امتداد الحرب في سوريا إلى أراضيها. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن بيان لوزارة الإعلام قوله أن مطار دمشق الدولي مفتوح يوم السبت وان الطريق المؤدية إليه أمنة. ومنذ يوم الخميس أشارت تقارير إلى وقوع اشتباكات قرب مناطق عقربا وبابيلا على المشارف الجنوبية الشرقيةلدمشق المؤدية إلى المطار الدولي مما أدى إلى إغلاق طريق المطار فعليا ودفع شركتا مصر للطيران والإماراتية إلى تعليق رحلاتهما. وقالت شركة رينسيس الأمريكية لتتبع الانترنت أن بوسعها تأكيد "عودة كاملة إلى حد كبير للانترنت السوري." وقالت جماعات حقوقية أن قطع الاتصالات مؤشر يسبق شن هجوم واسع من جانب القوات الحكومية في العاصمة. وتقول مصادر امن حكومية ودبلوماسية أن الحكومة تعتزم عزل وسط دمشق عن ضواحيها.وعزت السلطات السورية انقطاع الانترنت إلى هجوم "إرهابي" أو عطل فني.وأعطت الوكالة العربية السورية للأنباء يوم السبت سببا ثالثا لانقطاع الانترنت وهو "عمليات صيانة."