ستارة نباتية خضراء لإخفاء الوجه المقابل من مقبرة زواغي... وتسبب هذا التدهور في إثارة رد فعل رئيس الجهاز التنفيذي المحلي الذي لاحظ الحالة المزرية لمقبرة حي زواغي سليمان الواقعة على الطريق المؤدي نحو مطار محمد بوضياف والتي تطل قبورها على الطريق وذلك منذ حلوله بالولاية في شهر أكتوبر المنصرم. وسعيا لإخفاء واجهة المقبرة المقابلة للطريق، تستعد المصالح المختصة لإطلاق أشغال إعادة الاعتبار لها من خلال الشروع -يقول عامر- في وضع ستارة نباتي خضراء هي عبارة سياج يتكون من أشجار السرو إضافة إلى أشغال إعادة تهيئة أخرى، ومن خلال إعانة من البلدية بقيمة 50 مليون د.ج تعتزم مؤسسة تسيير المقابر لمدينة الجسور المعلقة أيضا القيام بعدة عمليات تستهدف ضمان صيانة أفضل للمقابر المسيجة و التي تتم حراستها 24 ساعة على 24، وفي انتظار تجسيد برنامج العمل تجد مليكة و هي سيدة في عقدها السادس تظهر على محياها آثار حزن حديث أن الوضعية الحالية لمقبرة زواغي تبعث على الحزن، حيث يضاعف حسبها تدهور المكان من حجم الحزن على فقدان شخص عزيز. وتشاطرها نفس الرأي سلمى و هي مختصة في الإلكترونيك 43 سنة حيث صرحت عن حزنها الشديد لعدم تمكنها من الترحم خلال الشهر المنصرم على قبر خالتها المتوفاة غداة مواراتها الثرى بالمقبرة المركزية للمدينة بسبب تساقط الأمطار الذي جعل الأرضية موحلة وزلقة. معدل 12 عملية دفن في اليوم... وتسجل بلدية قسنطينة التي تحصي 11 مقبرة للمسلمين و 1 مسيحية و أخرى يهودية يشغلون مساحة إجمالية بحوالي 70 هكتار ما معدله 12 عملية دفن يوميا في حين أن أغلبية هذه المقابر تكاد تكون مشبعة، كما أستفيد من مصالح هذه البلدية. وعلاوة على كونها تشكل المثوى الأخير لسكان المدينة تعد مقابر قسنطينة أيضا المأوى الأخير للمرحلين إلى المدينة الجديدة علي منجلي التابعة لبلدية الخروب حيث يعرب عدد معتبر منهم عن رغبتهم في أن تتم مواراتهم الثرى بعاصمة الولاية، مثلما تمت الإشارة إليه، وفي ظل عدم وجود مقبرة على مستوى مدينة كبيرة مثل علي منجلي بعد أكثر من 16 سنة من الشروع في تعميرها يجد 80 بالمائة من قاطنيها الذين تم ترحيلهم من عاصمة الولاية أنفسهم مجبرين على مواراة أقربائهم الثرى بقسنطينة. وحسب لخضر بن عمار نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي للخروب مكلف بالإدارة فإن الأرضية موجودة بالفعل لكن ثبت أنها غير قابلة للاستغلال وجد حصوية، معتبرا بأنه تم إعطاء تعليمات لمصالح مديرية التعمير من طرف الوالي من أجل إيجاد أرضية أكثر ملائمة، وعلى اعتبار أن مقبرة مدينة الخروب مشبعة بأكثر من 95 بالمائة أكد بن عمار أن المشكل صعب على اعتبار أن هذه البلدية تسجل نموا ديمغرافيا كبيرا من خلال مناطقها الحضرية الجديدة "علي منجلي و ماسينيسا و عين النحاس" و تحتاج إلى أرضيتين للتمكن من مواراة موتاها بشكل لائق و تقليص الضغط على مقابر عاصمة الولاية. وتحصي مصالح مديرية الإدارة المحلية 104 مقابر عبر إقليم ولاية قسنطينة منها 22 ببلدية ابن زياد التي تحصي عديد المشاتي.