أعدت وزارة الدفاع الأمريكية خطة محددة لضربة وقائية على مواقع الصواريخ في كوريا الشمالية استعدادا لأوامر قد تأتى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهذا الهجوم. وكشف مسؤولون عسكريون ان مفتاح الخطة سيكون هجوما كبيرا لمقاتلات ثقيلة من طرازبي 1 بي من قاعدة اندرسون الجوية في غوام، ووفقا لبيانات منفصلة من البنتاغون،فقد أجرت وزارة الدفاع 11 عملية تدريب لهذا الطراز منذ نهاية أيار/ مايو حتى الاثنين الماضي، وقال المسؤولون ان التدريبات تسارعت في الفترة الاخيرة استعدادا للخطة الفعلية التى تتضمن هجمات هذه المقاتلات غير النووية بمساعدة من الاقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، ومن المفترض ان ترافق مقاتلات بي 1 بي اثناء الهجوم طائرات مقاتلة اخرى من طراز جت وطائرات تزود القود وطائرات حربية الكترونية. وقال الادميرال جيمس ستافريدس، القائد السابق لقوات التحالف في أوروبا، ان ترامب سينظر في عدة خيارات عسكرية من بينها هذه الخطة اذا اختار تصعيد الوضع في حين أصدر البنتاغون بيانا مكتوبا من وزير الدفاع جيمس ماتيس اكد فيه استعداد الجيش الأمريكي للدفاع والهجوم، وجاء في البيان «في الوقت الذى تبذل فيه وزارة الخارجية قصارى جهدها لحل هذا التهديد العالمي من خلال السبل الدبلوماسية فإن القوات المسلحة المتحالفة تمتلك الآن قدرات دفاعية وجومية دقيقية وقوية على الأرض». وأكد الجنرال تيرنس جي أوشونيسي، قائد القوات الجوية الأمريكية في المحيط الهادئ: «نحن نتحمل مسؤولية تجاه الأمة والحلفاء لعرض التزامنا الثابت اثناء التخطيط لاسوأ السيناريوهات، واذا دعينا إلى ذلك، نحن على استعداد للرد بسرعة وقوة»، وبالنسبة إلى خطة استخدام قاذفات بي 1 بي، اضاف أوشونيسي ان القاذفات كانت من بين الخيارات قيد النظر ولكنا ليست الخيار الوحيد مشيرا إلى ان الهجوم سيأتى من الجو والبر والبحر والانترنت. وتوقع خبراء عسكريون ردا عنيفا من كوريا الشمالية على الهجوم المحتمل وقالوا ان الأهداف المحتملة للرد قد تكون قريبة على بعد 40 ميلا من الحدود مع كوريا الجنوبية بالقرب من سيول او بعيدة مثل قاعدة اندرسون، وأوضح الادميرال ستافريدس ان استخدام مقاتلات من طراز بي 1 وتدمير البنية التحتية الكورية وقتل العديد من الكوريين الشماليين سيؤدى إلى تصعيد مشيرا إلى ان كيم جونغ سيضطر إلى توجيه ضربات عسكرية ضد كوريا الجنوبية كحد ادنى على الهجمات، ومن الحتمل ان يصل إلى اهداف بعيدة من بينها غوام. وقالت مصادر عسكرية أمريكية لمنصات اخبارية من بينها ان بي سي ان هناك قناعة داخل وزارة الدفاع على ضرورة استخدام طائرات بي 1 لأسباب عملية ومعقدة في الهجمات ضد كوريا الشمالية من بينها قدرة هذه المقاتلات على حمل أكبر حمولة ممكنة من الاسلحة مقارنة مع جميع المقاتلات الاخرى في ترسانة الولاياتاالمتحدة، وقالت مصادر عسكرية ان هذه القاذفات قادرة على حمل مزيد من الاسلحة إلى 3 تفجيرات منفصلة وما يصل إلى 168 الف رطل من القنابل وحمل صواريخ دقيقة للغاية يبلغ مداها 503 ميل بحري. وقال ضباط شاركوا في مناقشات الخيارات المحتملة للهجوم والاستجابة المحتملة لكوريا الشمالية انه تم اختيار مقاتلات بي 1 لأنها غير قادرة على حمل الاسلحة النووية في رسالة إلى الصين وروسيا بأن الولاياتالمتحدة لا تحاول تصعيد الوضع السئ بالفعل في حين شكك بعض الخبراء بهذا المنطق الجيوسياسي وقالوا أنه لا مصلحة للولايات المتحدة في تهدئة الروس او الصينين لأن القدرة على التحكم بالخيارات ستنعدم بعد إطلاق القاذفات على اهداف في كوريا الشمالية. و أظهر مقطع فيديو أرشيفي لشبكة (إن بي سي) يعود لعام 1999 الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مقابلة أجرتها معه الشبكة وهو يدافع عن فكرة تنفيذ عمل عسكري وقائي ضد كوريا الشمالية. وبسؤاله عما إذا كان سينفذ ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية إذا أصبح رئيسا للبلاد، رد ترامب الذي كان رجل أعمال آنذاك: «سأتفاوض أولا». وأضاف ترامب خلال لقائه مع برنامج «ميت ذا برس»: «سأتفاوض… وسأتأكد من أننا سنحاول الوصول إلى أفضل اتفاق ممكن». وقال إنه إذا فشلت المفاوضات «فمن الأفضل أن يتم حل المشكلة عاجلا وليس آجلا». وتابع: «أقول إن علينا أن نفعل شيئا ما لوقفها (كوريا الشمالية)». واستطرد قائلا: «هل تريد أن تفعل ذلك في خمس سنوات، عندما يكون لديهم رؤوس حربية في كل مكان، كل واحد منهم يشير إلى مدينة نيويوركولواشنطن ولكل واحد منا… أم تريد أن تفعل شيئا الآن؟».وكشفت كوريا الشمالية الخميس أنها ستضع قريبا اللمسات الأخيرة على خطة لإطلاق أربعة صواريخ متوسطة المدى باتجاه جزيرة غوام الأمريكيية في غرب المحيط الهادئ. ويأتي الإعلان عقب تحذير شديد اللهجة أطلقه الرئيس الأمريكيي دونالد ترامب متوعدا بيونغ يانغ ب»النار والغضب»، وسط اشتداد الحرب الكلامية بين البلدين والتوتر في شبه الجزيرة الكورية. لكن هل الشمال قادر بالفعل على شن عملية مماثلة؟ وهل إن الولاياتالمتحدة قادرة بالفعل على منعه من التمادي إلى هذا الحد؟ وأعلنت كوريا الشمالية أن مشروعها الذي ستنتهي من وضع اللمسات الأخيرة عليه في منتصف آب/أغسطس يشمل أربعة صواريخ من طراز «هواسونغ 12» ينتهي مداها على بعد 30 إلى 40 كلم من غوام. وخلال التجربة الأخيرة في أيار/مايو، قطع هذا الصاروخ المتوسط المدى نحو 787 كيلومترا. وأُطلق من زاوية مرتفعة ويصل مداه الأقصى إلى حوالى 5 آلاف كيلومتر حسب خبراء. وتقع غوام التي تبعد حوالى 3300 كلم عن قواعد إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية في مرمى هذا الصاروخ بكل سهولة. ويستبعد الخبراء فرضية أن يحيد الصاروخ عن هدفه ليسقط في الجزيرة. وقد لا يكون «هواسونغ 12» أكثر الصواريخ دقة وتكنولوجيته مشابهة لتلك التي كان الاتحاد السوفياتي يستخدمها ابان السبعينات، حسب يانغ أوك الباحث في المنتدى الكوري للدفاع والأمن. غير أن «هذه الصواريخ قد تخفق في بلوغ هدفها ضمن محيط خمسة كيلومترات حدا أقصى». ونظرا لمسافات التحليق التي كشفت عنها بيونغ يانغ، «يبدو خطر ضرب الجزيرة عرضا، ضئيلا حتى الساعة». وقال وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا، إن قانون بلاده يسمح لها اعتراض أي صاروخ كوري شمالي متجه صوب الأراضي الأمريكية في المحيط الهادي، إن هي ارتأت أنه يشكل خطرًا على وجودها. ونقلت وكالة «كيودو» اليابانية الرسمية عن الوزير قوله، الخميس، إن «اليابان تلعب دورا دفاعيا، في حين يتلخص دور الولاياتالمتحدة في الردع عن طريق توجيه ضربات». وأشار أونوديرا أمام لجنة من مجلس النواب إلى أن «أمن اليابان يتعلق في الغالب بقدرات واشنطن على توجيه مثل هذه الضربات». كما أكد أنه من حق بلاده اعتراض أي صاروخ كوري شمالي يستهدف جزيرة «غوام» الأمريكية.