تخطط كوريا الشمالية لضرب أهداف عسكرية أمريكية في جزيرة غوام بصواريخ باليستية متوسطة المدى، لأجل نشر نار محدقة، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية. وتبدو تهديدات كوريا الشمالية، الدولة التي تمتلك صواريخا ورؤوسا نووية، بإحراق جزيرة غوام الأمريكية جادة نظريا على الأقل؛ إذ قالت الوكالة الكورية: وصلت هستيريا الحرب النووية لدى السلطات الأمريكية، ومن ضمنها ترامب، إلى مرحلة متهورة وطائشة إلى حد متطرف باتجاه حرب حقيقية ، حسبما نقل عنها جوناثان تشينغ، رئيس مكتب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في سيول، على حسابه بموقع تويتر . ولا يبدو المواطنون الأمريكيون العاديون ولا المسؤولون قلقين كما ينبغي من تعرُض قطعة من الأرض الأمريكية لهذا التهديد الفج. يذكر أن التهديدات الكورية جاءت بعد ساعات من التحذير الذي وجهه ترامب إلى كوريا الشمالية، الثلاثاء 8 أوت، قائلا إنها سوف تقابل بنار وغضب وقوة لم ير العالم مثيلا لها من قبل إن لم تتوقف عن تهديد الولاياتالمتحدة، بحسب ما نقله لبنان 24 . خطة الهجوم على غوام جاهزة أعلنت كوريا الشمالية أن خططها التي قد تتضمن إطلاق صواريخ بالقرب من جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ، ستكون جاهزة قريبا، وذلك في وقت تصاعدت فيه الحرب الكلامية بين بيونغيانغ وواشنطن. وقالت وسائل إعلام حكومية في كوريا الشمالية، إن صواريخ من طراز هواسونغ-12 ستطلق لتعبر من فوق أراضي اليابان وتسقط في مياه البحر على بُعد 30 كيلومترا من جزيرة غوام، وذلك إذا وافق الزعيم كيم جونغ أون على الخطة. ورفضت كوريا الشمالية تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي توعد فيها بالنار والغضب، وقالت إن ترامب بعيد عن الرشد. وحذرت واشنطنكوريا الشمالية من أن تحركاتها قد تؤدي إلى نهاية النظام الحاكم فيها. ويقول، روبرت وينغفيلد هايز، مراسل بي. بي. سي في غوام، إن هناك إحساس عام بأن تهديد كوريا الشمالية مجرد تهديد كلامي، ومعظم الناس في الجزيرة يشعرون بأنه إذا شنت بيونغيانغ هجوما بالصواريخ، فإنه سيكون خطوة انتحارية لنظامها الحاكم. 162 ألف تحت رحمة صواريخ بيونغ يونغ ولفت تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن استهداف كيم جونغ أون لجزيرة غوام، التابعة للولايات المتحدة بالتهديد، لا يعد أمرا مفاجئا بالنسبة لسكان الجزيرة البالغ عددهم 162 ألفا، بحسب إحصاء أُجري في عام 2015، والذين يعد 40 بالمئة منهم من السكان الأصليين للجزيرة المعروفين باسم شعب الشامورو، بينما 25 بالمئة من السكان من أصل فلبيني. وتضم الجزيرة، التي تعادل مساحة مدينة شيكاغو، مطارا وقاعدة بحرية إستراتيجيين، وهاغاتنا هي عاصمة الجزيرة، التي تسود بين سكانها اللغة الإنجليزية، كلغة رسمية، بالإضافة إلى الشامورية، بينما تعد ديديدو كبرى مدنها ال19. وتوجد في غوام منشأة Joint Region Marianas، التي تجمع ما بين القوتين البحرية والجوية، وهي الميناء الرئيس للغواصات النووية، ومركز لقوات العمليات الخاصة، ونقطة إطلاق الرحلات الجوية لقاذفات القنابل الاستراتيجية التي تؤدي رحلات دائرية فوق مناطق يابانية وفي شبه الجزيرة الكورية. وصارت غوام محورا إستراتيجيا لأمريكا منذ سلمتها إسبانيا، التي استحوذت عليها منذ عام 1565، إلى البحرية الأمريكية بعد الحرب الإسبانية - الأمريكية عام 1898. واشنطن تهادن من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، عن ضرورة وجود خيار عسكري للصراع مع كوريا الشمالية، إلا أنه اعترف بأن بلاده تفضّل حلا دبلوماسيا، لأن أيّ حرب مع بيونغ يانغ ستكون كارثية. وقال ماتيس إن عليه، بصفته وزيرا للدفاع ورئيسا للبنتاغون، امتلاك خيارات عسكرية لإيجاد حلول للصراع مع كوريا الشمالية، ولكن الولاياتالمتحدة تفضّل حلا دبلوماسيا لهذا الوضع. وأكد، ردا على سؤال حول توفر حل عسكري لدى وزارة الدفاع الأمريكية لقضية كوريا الديمقراطية: نحن مستعدون . كما أقرّ وزير الدفاع الأمريكي، أمس الخميس، بأنّ أيّ حرب مع كوريا الشمالية ستكون كارثية، وشدّد في المقابل، على أنّ الجهود الأمريكية لحل الأزمة مع بيونغ يانغ تركّز حاليا على الدبلوماسية، فقال: الجهد الأمريكي يُقاد عبر الدبلوماسيّة وهو يُعطي نتائج، وأنا أريد الإبقاء على هذه الدينامية . جاء ذلك، في وقت اعتبر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ تهديده لكوريا الشمالية بالغضب والنار، ربما لم يكن قاسيًا بما فيه الكفاية. وأكد ترامب أن تهديد القاعدة العسكرية الأمريكية على جزيرة غوام في المحيط الهادئ، لن يمر دون عقاب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، فقال للصحفيين: كانت تعليقاته مسيئة جدا لبلدنا، لقد قال أشياء فظيعة، لكنه معي لن يفلت من العقاب . وأضاف: دعونا نرى ماذا سيفعل لغوام، إذا فعل أي شيء مع غوام، فسيحدث لكوريا الشمالية أمر لا مثيل له من قبل . وفي سياق ردود الفعل، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أن بلاده ستهب لمساندة الولاياتالمتحدة إذا ما شنّت كوريا الشمالية هجوما على قاعدة عسكرية أو أي منشأة أمريكية. كما أعلنت اليابان أنها تدرس نشر صواريخ اعتراضية على أراضيها. وكانت بيونغ يانغ قد أكدت أن صواريخها ستعبر 4 مناطق يابانية، في طريقها إلى جزيرة غوام.