وصف السفير الصيني لدى الجزائر، يانغ غيانغ يو، العلاقات الثنائية والشراكة بين بلاده و الجزائر -والتي تدعمت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 60 عاما-،بعلاقات "الاعتزاز والثقة و العزم"، مشيرا إلى أن الجزائر هي"أول بلد عربي يقيم علاقات ثنائية و شراكة إستراتيجية مع الصين من هذا المستوى". و في مداخلة له خلال فعاليات اليوم الدراسي حول "الذكرى ال 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الجزائريةالصينية (1958-2018 )- الذي نظم اليوم الاثنين بجامعة العلوم السياسية و العلاقات الدولية بالجزائر-، أكد السفير الصيني يانغ، أن علاقات الصداقة بين الصين و الجزائر "نسجت طيلة 50 عاما من القرن الماضي و تدعمت دون توقف، و كان من المنطقي أن يقرر رئيسي البلدين عبد العزيز بوتفليقة و نظيرة الصيني، تشي جين بينغ، عام 2014، رفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة، باعتبار الصين "أول شريك اقتصادي و تجاري للجزائر". وأعرب يانغ في ذات السياق، عن اعتزازه بمستوى الشراكة الاقتصادية بين البلدين، والتي وصفها بأنها "الأكثر قوة التي يقيمها البلدين، إذ تشمل جميع الميادين و تتجسد في إقامة مشاريع متعددة في عدة أجزاء من الجزائر". و ذكر الدبلوماسي الصيني، بأن العلاقات الثنائية التي تربط البلدين تتميز ب"مستوى عال من الثقة المتبادلة و الناتجة عن صداقة طويلة الأمد و الضاربة من القدم، إذ أن البلدين يحتفلان هذا العام بالذكرى ال60 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، والتي تقاسما خلالها جملة من القيم، و بقيا محتفظان بها، و التي تتركز على الاحترام المتبادل و المساواة المتبادلة، و عدم تدخل أي طرف في الشؤون الداخلية للطرف الثاني"، مضيفا أن هذه الثقة المتبادلة "سمحت للصداقة الصينيةالجزائرية بالصمود أمام مقتضيات الساحة الدولية، و احتضان الجزائر لشركيها الصين"، مضيفا أن البلدين "مدعوين إلى تكثيف أسس الشراكة المتبادلة"، موضحا بقوله: "لقد عملنا الكثير معا، إلا أنني على ثقة بأننا لن نكتفي بما تم تحقيقه، لأننا يمكننا القيام بالمزيد من العمل، بالنظر إلى القدرات و الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها كلا البلدين". واعتبر السفير يانغ أن، الذكرى ال 60 للعلاقات الصينية-الجزائرية ، "نقطة انطلاق جديدة"، و الصين "مصممة على النهوض بشراكتها مع الجزائر لصالح للبلدين و الشعبين"، وفيما يتعلق بحجم التبادلات التجارية بين البلدين، فقدر السفير الصيني ، ب 8 مليار دولار خلال حوالي 5 سنوات، إذ استثمرت الصين -التي أصبحت متعامل هام بالنسبة للجزائر- 2 مليار 600 مليون دولار في الجزائر لاسيما في مجال الطاقة، و"مع تحسن مناخ المال و الأعمال و تطور التنوع الاقتصادي، فإن الصين تهدف إلى الرفع من وتيرة استثماراتها في الجزائر"، يضيف السفير الصيني الذي أعرب عن يقينه بإمكانية "استغلال قدرات و إمكانيات جديدة مستقبلية نظرا لتطور سياسة التنوع". ثمن يانغ، القدرات الطاقوية و الإمكانيات البشرية الهائلة التي تتوفر عليها الجزائر، إلى جانب تموقعها الاستراتيجي في القارة الافريقية، بما يهيئ لها الارضية بترقية الاقتصاد الوطني، مؤكدا "استعداد بلاده في مرافقة الجزائر في هذا المسعى"، وقال "سنواصل بذل الجهود لتطوير وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين بلدينا"، مضيفا أنه "لا يزال لدينا مشاريع بالغة الأهمية في الأسابيع والسنوات القادمة" و التي هي محل نقاش مع السلطات الجزائرية المختصة.