أكد وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أول أمس أن العلاقات بين الجزائر والصين أبدا لم تكن بمثل هذه الكثافة والثقة والفعالية والتنوع. في كلمة ألقاها خلال حفل نظم بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر وجمهورية الصين الشعبية، قال مدلسي ''إن العلاقات بين الجزائر والصين لا زال أمامها قدرات هامة لتطورها، ولكني أعتقد أنها أبدا لم تكن على هذه الدرجة من الكثافة والثقة والفعالية والتنوع''. وفي هذا الصدد شدد الوزير على ''حيوية'' هذه العلاقة التي ''تحسنت مقاومة الزمن والتحولات السريعة التي عرفها العالم خلال هذه العشريات بطولها''، مذكرا بأن البلدين كانا دوما جنبا إلى جنب في السراء والضراء''. وأضاف أن العلاقات الجزائرية الصينية تشكل ''لا محالة مثالا حيا للتجسيد الميداني للتعاون متعدد الأشكال والصداقة التاريخية العزيزة على قلوبنا''. وبعد أن أشار إلى أن الجزائر ''ستبقى معترفة للشعب الصيني وحكومته بدعمهما الثمين لحرب التحرير الوطني''، أكد مدلسي أنه ''انطلاقا من هذا الأساس التاريخي المتين تأسست هذه الصداقة القوية وتطور تعاون نوعي مع الصين يميزه الوفاء للقيم المشتركة والثقة المتبادلة وتوازن المصالح''. وفي تطرقه إلى اتفاق الشراكة الإستراتيجي بين البلدين الذي وقع ببكين في نوفمبر 2006 من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الصيني هو جينتاو، أكد الوزير أن هذا الاتفاق أعطى للعلاقة الجزائرية الصينية ''بعدا متميزا بمستوى التطلعات الأزلية للشعبين الجزائري والصيني''. كما أشار مدلسي قائلا ''ذلكم هو المغزى الذي أردنا إعطاءه للاحتفال بالذكرى ال 50 لتأسيس علاقاتنا الدبلوماسية، إذ برمجنا بالتنسيق مع أصدقائنا الصينيين على مدار السنة في كل من بكينوالجزائر عدة نشاطات ثقافية واحتفالية تشرف بشكل جلي الصداقة الجزائرية-الصينية''. ومن جهته اعتبر سفير الصين بالجزائر ليو يوهي أن الذكرى ال 50 هذه ''بلغت مرحلة النضج وأنها أتت بثمارها''. وقال السفير الصيني ''بفضل الجهود المشتركة التي بذلها الطرفان تمكن التعاون الجزائري-الصيني من تحقيق نتائج كبيرة''، مضيفا أن ''الصداقة والأخوة القائمة بين شعبينا تتعزز يوما بعد يوم، بالرغم من المسافة الجغرافية التي تفصل بين الجزائر والصين''. كما نوه الدبلوماسي الصيني ''بالنجاح الفائق الذي حققته الجزائر في شتى المجالات تحت قيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة''، مبرزا الدور ''الهام'' الذي تلعبه الجزائر ''كمحور'' على المستوى الإقليمي والدولي.