يستمر التصعيد بين الولاياتالمتحدةوتركيا في سياق الأزمة الأخيرة التي سببها احتجاز القسّ اندرو برانسون لمدة سنة ونصف السنة في تركيا بتهمة التجسس والقيام بأنشطة "إرهابية" ووضعه بعدها في الإقامة الجبرية في انتظار انتهاء محاكمته. وأعلنت وزيرة التجارة التركية روهصار بكجان ، أمس، أن تركيا ستردّ إذا قررت الولاياتالمتحدة فرض عقوبات جديدة، وذلك بعد تهديد واشنطن بتشديد العقوبات إذا لم تفرج أنقرة عن برانسون.ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية عن بكجان قولها: "نحن رددنا (على العقوبات الأميركية) بموجب قواعد منظمة التجارة العالمية وسنواصل القيام بذلك". وفي بداية أوت فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على وزيرين تركيين وردّت أنقرة بتدابير مماثلة. وتصاعدت التوترات خصوصاً بعد الرفع المتبادل للرسوم الجمركية. وتسبب هذا التصعيد بقلق في الأسواق وبانهيار قيمة الليرة التركية في الأيام الأخيرة، وتحدّث الرئيس الأميركي دونالد ترمب مدافعاَ عن برانسون وواصفا إياه بأنه "رجل بريء جدا"، وقال إن تركيا "لم تكن صديقة وفية". وكتب في تغريدة على "تويتر" أن "تركيا استغلت الولاياتالمتحدة لسنوات. إنهم يحتجزون قسنا المسيحي الرائع الذي سأطلب منه الآن أن يمثل بلدنا كرهينة وطني"، وأضاف: "لن ندفع شيئا مقابل الإفراج عن رجل بريء". كذلك، هدد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين تركيا أمس بعقوبات جديدة إذا لم تُطلق سراح برانسون، وقال: "فرضنا عقوبات على وزيرين في حكومتهم، وننوي اتخاذ تدابير إضافية اذا لم يفرجوا عنه سريعا".وفي هذه الأثناء، انخفضت العملة التركية اليوم مسجلة 6.2499 ليرة للدولار قبل عطلة عيد الأضحى الطويلة التي تبدأ الإثنين. وبذلك تكون التهديدات المتبادلة الجديدة قد بدّدت الأثر الإيجابي الذي تركه كلام وزير المالية التركي بيرات البيرق الذي طمأن المستثمرين أمس إلى أن تركيا ستخرج من أزمة عملتها أكثر قوة، مشددا على أن البنوك التركية قوية وأن بلاده ستتجاوز خلافها مع الولاياتالمتحدة. ومن جهة أخرى، أفادت هيئة الاحصاء التركية بأن مؤشر ثقة المستهلك هبط في أغسطس إلى أدنى معدلاته هذا العام. وتراجع من 73.1 نقطة في جويلية إلى 68.3 نقطة في أغسطس. كذلك، تراجعت التوقعات بشأن الوضع الاقتصادي العام في تركيا، فانخفض مؤشرها من 96.3 نقطة في جويلية إلى 88.3 نقطة. قالت وزيرة التجارة التركية، روهصار بكجان، أمس، إن بلادها سترد على أمريكا في حال فرضت عقوبات جديدة، ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن بكجان قولها: “رددنا بالمثل على العقوبات الأمريكية طبقاً لقواعد منظمة التجارة العالمية، وسنواصل الرد بالمثل حال تكرارها”.ويذكر أن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين، قال خلال جلسة لمجلس الوزراء في البيت الأبيض، إن هناك المزيد من العقوبات جاهزة للتطبيق في حال رفضت تركيا إطلاق سراح القس أندرو برونسون. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تأجيج الأزمة بين واشنطنوأنقرة، وكان القس برونسون قد تم إيداعه الحبس الاحتياطي في مدينة إزمير التركية في 2016، على خلفية اتهامات تتعلق بالإرهاب، وقد وضع مؤخراً تحت الإقامة الجبرية.وكان ترامب قد طالب مراراً بالإفراج عن برونسون، وكانت إدارته قد فرضت مطلع أوت الجاري عقوبات على وزيرين تركيين، وردت تركيا بإجراءات مضادة.