العلمة الواقعة شرق سطيف المعروفة بتاريخها النضالي الطويل عبر مختلف العصور و الحقب الزمنية ، حيث عرفت الكثير من الأحداث والوقائع التاريخية التي كان لها وقع وتأثير على مسار النضال ضد الاستعمار الفرنسي بصفة خاصة، بها ولد الذراع الأيمن للرئيس الراحل هواري بومدين ويتعلق الأمر بمسعود زوغار والملقب برشيد كازا الذي كان له دور كبير في تمويل الثورة الجزائرية بالسلاح، بل وحتى أنشأ مصنعا للسلاح بالمغرب الأقصى، كم قضى وزير خارجية الجزائر في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية خلال الثورة الدكتور الأمين دباغين جل حياته بالمدينة ، إضافة إلى إلتقاء العديد من زعماء العمل السياسي بالجزائر واجتماعهم بها في الكثير من المناسبات من أبرزهم فرحات عباس، كما كان يقول العقيد عميروش للمجاهدين: " إذا مررتم بالعلمة فلا تخشوا أحدا لأنها المدينة التي لا يوجد بها بايوعة أي خونة. "، لكن واقعا الحالي تغير كثيرا فلكونها أصبحت المدينة التجارية رقم واحد في الجزائر من خلال وجود أكبر سوق للمنتوجات المستوردة من مختلف انحاء العالم خاصة من الصين ، انغمس قاطنوها في هموم التجارة والحياة اليومية، مما جعلها تفقد الكثير من زخمها التاريخي، و الكثير من معالمها التاريخية تزول الواحدة تلو الأخرى دون أن يتحرك أحد، وأمام الوضع التقى يوم الأربعاء الماضي مجموعة هامة من أعيان العلمة ووجهائها ودقوا ناقوص الخطر حول امكانيات الموروث التاريخي و الحضاري للعلمة، لهذا قاموا بتأسيس اول جمعية تاريخية على مستوى المدينة أطلقوا عليها اسم جمعية عين تافتيكا، وهذا نسبة لأحد أهم العيون التي كانت متواجدة بالمدينة خلال الحقبة الاستعمارية ،وهذا هو الاسم الأول الذي عرفت به العلمة قبل أن تصدر الادارة الاستعمارية الفرنسية مرسوم 26 أفريل 1862 الذي بموجبه تأسست مدينة العلمة تحت اسم السفاح الفرنسي " سانت آرنو " ، وقد أوكلت مهمة هذه الجمعية لتسعة أشخاص من وجهاء المدين و مثقفيها وهم بوقارش الأشرف الذي عين رئيسا لها، وكذا عايش ياسين، عبد العزيز شوار، نور الدين لحمر، توفيق عميروش، بوقارش رابح، وزناجي حاج صحراوي، يعقوب جاموس، بولحية رابح، وبحسب هؤلاء فإن المسؤولية الملقاة على عاتهم ثقيلة وتحتاج لتكاثف جهود الجميع، من أجل الحفاظ على هذا الموروث الكبير.