امرأة تسأل عن حكم جلوسها على القبر؟ زيارة المقابر شرعت لتُذكّر الموت وتذكّر الآخرة، وذلك يزيد القلب خشوعًا ويدفع المؤمن إلى الإكثار من الطاعات والإحسان إلى النّاس وردّ مظالمهم وكف الأذى عنهم. أمّا ما تفعله بعض النسوة من الخروج متزيّنات ومتطيّبات إلى المقابر من أجل الحديث عن أمور الدنيا، غير محترمات بذلك لحرمة المقابر والقبور، أو ما تفعله بعضهن من النياحة ولطم الخدود، فهذا كلّه مخالف للشّرع غير جائز بحال، فعلى المرأة الّتي تريد تذكّر الموت والآخرة أن تجتنب ما ذكرنا أثناء زيارتها للمقبرة في غير يوم العيد. أمّا الجلوس على القبر فمنهي عنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلى جلده خيرٌ له من أن يجلس على قبر'' رواه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم ''لأن أمشي على جمرة أو سيف أو أخصف نعلي برجلي أحب إليّ من أن أمشي على قبر مسلم'' رواه ابن ماجه وهو صحيح، والله الموفق. هل يجوز التبرك بماء زمزم بشربه وصبّه على المرضى؟ عن ابن الزبير رضي الله عنه قال ''كنا عند جابر بن عبد الله، فتحدثنا، فحضرت صلاة العصر فقام، فصلّى بنا في ثوب واحد قد تلبّب به، ورداؤه موضوع، ثم أُتيَ بماء زمزم، فشرب، ثم شرب فقالوا: ما هذا؟ قال: هذا ماء زمزم قال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''ماء زمزم لما شُرب له'' قال: ثم أرسل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو بالمدينة، قبل أن تُفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: أن أهد لنا من ماء زمزم، ولا يترك، قال فبعث إليه بمزادتين'' أخرجه أحمد وابن ماجه والبيهقي وهو صحيح، وجاء في الحديث الصحيح ''أنّه كان يحمل ماء زمزم في أداوي والقرب، وكان يصب على المرضى ويسقيهم، ''فماء زمزم لما شُرب له'' كما قال صلّى الله عليه وسلّم، وهو ماء مبارك. ما هو حكم قراءة الأبراج يوميًا والتصديق بما يرد فيها؟ إنّ تلك الأبراج وسيلة من وسائل شياطين الإنس والجن، يتّخذونها من أجل ادعاء علم الغيب، فلا يجوز طلب معرفتها ولا قراءتها، ولا يجوز التصديق بها لأنّها ضرب من ضروب الشرك بالله تعالى، لأنّ علم الغيب خاص بالله تعالى وحده، قال سبحانه وتعالى: {قُلْ لاَ يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} النمل: ,65 كما لا يجوز قراءتها من أجل التسلية بها فقط، لأن ذلك يعتبر من قبيل اللهو المحرّم، وعلى الإنسان الّذي يبتغي الرزق من الله وحده أن يستعين به سبحانه وتعالى وأن يتوكّل عليه، وأن يشتغل بما يحقّق العبودية لله سبحانه وتعالى في جميع الأحوال، والله أعلم.