جمهورية إفريقيا الوسطى-الجزائر (اليوم على الساعة 00, 15 بتوقيت الجزائر) يدرك المنتخب الوطني بأنه أمام أكبر امتحان اليوم حين يواجه منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى بملعب ''بوكاندا'' بالعاصمة بانغي أمام 20 ألف متفرج، برسم الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 المقررة بالغابون وغينيا الاستوائية. يمكن القول إنه من حسن حظ النخبة الوطنية أنها وصلت إلى بانغي أقل من 48 ساعة عن موعد انطلاق المباراة، لأن المكوث في هذا البلد الفقير وغير المتعوّد على المشاركة بانتظام في التصفيات، والذي يعجز عن توفير أدنى شروط الراحة لضيوفه، ينال من معنويات اللاّعبين، ويجعل من الصعب على المدرّب الوطني تحضير لاعبيه. المنتخب الوطني الذي أجرى حصتين تدريبيتين فقط منذ وصوله إلى بانغي، لم يتمكن من التأقلم، حيث اشتكى اللاّعبون كثيرا من الظروف الصعبة خاصة من حيث الإقامة بفندق ''لوسونتر'' رغم أنه أحسن الفنادق بالعاصمة بانغي حسب مسؤولي جمهورية إفريقيا الوسطى، كما أن درجة الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، وتدني وضعية أرضية الميدان المقررة أن تحتضن المباراة، عوامل أخرى لا تخدم المنتخب الوطني، حيث اقتنع اللاّعبون بأنهم مقبلون على مباراة غير عادية من حيث الظروف والمنافس أيضا. تعصّب الجماهير يثير مخاوف اللاّعبين ورغم أن تدريبات المنتخب الوطني أمس، لم تكن مفتوحة للجماهير، حيث جرت بالملعب الرئيسي وفي نفس توقيت المباراة المقررة اليوم على الساعة الثالثة زوالا بتوقيت الجزائر (وهو نفس توقيت جمهورية إفريقيا الوسطى)، إلا أن تعصّب الجماهير ومتابعتها لتفاصيل التحضير لهذا الموعد الكروي، أعطى الانطباع لرفقاء القائد عنتر يحي بأن جماهير ولاعبي جمهورية إفريقيا الوسطى يريدون دخول التاريخ عن طريق البوابة الجزائرية، كون رغبتهم في الإطاحة ب''الخضر'' كبيرة جدا، لأن الأمر يتعلق بمنتخب شارك في كأس العالم، إلى درجة أن التعادل الذي عادت به تشكيلة المدرب جيل أكورسي من المغرب في الجولة الأولى لم يكن مهما في نظرها مقارنة بالفوز على الجزائر الذي إن تحقق سيعتبر إنجازا كبيرا. أكبر مخاوف النخبة الجزائرية خلال المباراة هي حدوث تجاوزات فوق أرضية الميدان، فمن الأرجح أن يكون تعصب الأنصار عاملا كبيرا في تحديد نتيجة للقاء، خاصة وأن الجماهير في بانغي أبدت تعصبا منقطع النظير وعداء للجزائريين، معتبرين إياهم جواسيس بشكل يوحي بأنهم ليسوا مستعدين معنويا لتقبّل أية خسارة محتملة أمام المنتخب الجزائري. بن شيخة يركز على الجانب المعنوي وأمام هذا الوضع والظروف الاستثنائية التي ستجري فيها المباراة، حرص المدرب عبد الحق بن شيخة على تحضير لاعبيه معنويا، حيث كشف أحد مرافقي ''الخضر'' بأن المدرب الوطني تحدث مطوّلا مع عناصر المنتخب، وقد طلب منهم عدم اعتبار أن المباراة ستكون أمام منافس غير موجود تماما على خارطة الكرة الإفريقية، وطلب منهم التعامل مع الوضع الراهن والاقتناع بأن المباريات في أدغال إفريقيا مفتوحة على كل الاحتمالات. وحرص المدرب الوطني، خلال الحصة التدريبية الأخيرة، على مطالبة لاعبي المنتخب بعدم الاحتفاظ كثيرا بالكرة، بسبب سوء أرضية الميدان، معتبرا أن بناء اللّعب الهجومي يبدو صعبا، مضيفا بأنهم مطالبون بالاعتماد على التمريرات السريعة والدقيقة واللّعب على الرواقين وعدم التسرع لصنع الفارق، وهي التوجيهات التي حاول المدرّب الوطني اعتمادها في الحصة التدريبية الأخيرة. ورغم متاعب المنتخب الوطني في العاصمة بانغي، ومخاوف اللاّعبين من ظروف إجراء المباراة، واقتناعهم بأن مباراة منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى هي الأصعب على الإطلاق مقارنة بمباريات سابقة للمنتخب الوطني في أدغال القارة السمراء، فإن التفاؤل ظل سمة تطبع كل لاعب، فلا حديث بين اللاّعبين سوى عن تحقيق الفوز، معتبرين بأن الميدان سيكون الفاصل بغرض بعث مشوار ''الخضر'' في التصفيات من جديد.