لقيت امرأة طاعنة في السن مصرعها ونجا أفراد 8 عائلات بأعجوبة من الموت المحقق في حادثة انهيار بناية من طابق واحد الكائنة في 17 شارع نصيرة نونو ببلوزاد بالعاصمة، وتبين من شهادة الناجين بأن انهيار الطابق العلوي حدث ساعتين قبل بداية تهاطل الأمطار، ليلة أول أمس، وسببه أشغال حفر خطيرة كان ينجزها أحد الخواص على مساحة أرضية متاخمة للبناية. أكد لنا سكان البناية بأن الانهيار لم يكن سببه سوء الأحوال الجوية، مثلما يعتقد البعض، وإنما يرجع إلى أشغال الهدم والحفر التي شرع فيها شخص بترخيص من البلدية منذ عشرة أيام بعد قيامه بشراء قطعة أرض متلاصقة مع البناية، وطيلة هذه الفترة عانت الأخيرة من ''ضربات'' الجرافة التي جعلت جدرانه تهتز إلى درجة أقلقت السكان، لكن ليلة أمس استمرت الأشغال إلى غاية العاشرة مساء، حتى طلبت العائلات من صاحب المشروع التوقف خشية أن تسقط البناية بأكملها التي يعود تاريخ تشييدها إلى العهد العثماني، ورد عليهم بالحرف الواحد ''إذا لحقت أضرار بمساكنكم فأنا مستعد للتكفل بإصلاح التصدعات''.. ولكن في حدود الساعة الثانية صباحا سمع السكان صوت تشقق الجدار الخارجي للمبنى من جهة المشروع، ولم تمض بضع دقائق حتى انهار الطابق العلوي. ضحايا هذه المأساة استقبلوا رئيس بلدية سيدي امحمد مختار بوروينة بالصراخ والغضب من شدة وقع الصدمة عليهم ورددوا له الجملة التي كان يختبئ وراءها صاحب المشروع في كل مواجهة معه والمتمثلة في تأكيده بأن البلدية على علم بالأشغال، لكن المسؤول الأول في البلدية نفى الأمر، وقال إن المعني لم يلتزم ببنود الترخيص وانطلق في الأشغال دون علم البلدية، كما وعد بالتكفل بالعائلات في أقل من 24 ساعة. وفي بلدية بئر خادم، عاينا عشرات المنازل بحي ''الباطوار'' المتضررة جراء الأمطار الطوفانية. ونقل سكان الأحياء المعنية استياءهم الشديد من تأخر وصول المصالح المختصة لمعاينة الأوضاع بعد تهاطل مكثف للأمطار. وسجل السكان تصدع جدران المنازل على إثر التهاطل المستمر للأمطار لأكثر من ساعة ونصف خلال الفترة الليلية، ما أدى إلى تسرب المياه إلى سكنات المواطنين وإتلاف المعدات الكهرومنزلية، على غرار منزل السيدة بن سريدي المتواجد بالقرب من العيادة المتعددة الخدمات، التي تضررت هي الأخرى وأقفلت أبوابها في وجوه المرضى، عقب تسرب المياه القذرة المختلطة بمياه الأمطار إلى قاعات العلاج التي زاد ارتفاعها عن متر ونصف. بدوره رئيس بلدية بئر الخادم، سعدون عبد الرزاق، أكد أن مصالح البلدية تم تجنيدها منذ الساعة الرابعة لتقديم المساعدات للأحياء المتضررة من الأمطار، خاصة على مستوى حي ''الباطوار'' النقطة السوداء التي تم تسجيلها منذ أكثر من سنتين، وأرجع ذات المتحدث تسرب المياه وارتفاع بعضها إلى أكثر من متر ونصف إلى الخلل المسجل في القنوات المركزية، والتي تراكمت فيها الأوساخ ومخلفات الأشجار القادمة من جهات بعيدة، كما أنه لا زال لحد الساعة مشروع إنجاز قنوات صرف المياه الكبيرة التي يزيد قطرها عن مترين متوقف لمشاكل تقنية تخص بعض العوائق المسجلة بخصوص سكنات على مجرى الوادي الرئيسي. نفس الشأن سجلته أحياء ببلدية عين النعجة، حيث استنكر سكان حي ''المالحة''، خاصة السكنات الواقعة بالقرب من قنوات صرف المياه، تأخر تدخل مصالح البلدية والحماية المدنية منذ تهاطل الأمطار عند الساعة الثالثة صباحا إلى غاية منتصف النهار، كما أكد المتضررون أن مياه الأمطار تسربت لعشرات المنازل، وصل ارتفاعها إلى نصف متر. بدورهم سكان الأحياء القريبة من وادي الحراش، أقدموا على قطع الطريق الفرعي المجاور للطريق الوطني الرابط بين بلديات شرق العاصمة ووسطها، حيث تسربت المياه إلى منازل الأحياء المعنية، خاصة بحي ''لافلاسيار'' و''شارع الوادي''.