شنّ المعاون البطريركي للسريان الكاثوليك المطران اللبناني، رابولا أنطوان بيلوني، هجومًا غير مبرّر ضدّ المسلمين، كما وجّه انتقادات وصفها مراقبون بالساذجة للقرآن الكريم. استغل المدعو بيلوني فرصة انعقاد سينودوس (مجمع) أساقفة الشرق الأوسط في الفاتيكان لتوجيه انتقاداته للقرآن الكريم، زاعمًا أنّه يأمُر ''بفرض الدِّين بالقوّة وبحد السيف'' على حد كذبه. وقال في مداخلة مكتوبة، لم يلقها في قاعة السينودوس، وزّعَت، أوّل أمس الجمعة، إنّ ''القرآن يتيح للمسلم أن يخفي الحقيقة عن المسيحي وأن يتحدّث ويتصرّف خلافًا لمَا يفكّر فيه ويعتقده'' وأنّ ''القرآن يعطي المسلم الحق في محاكمة المسيحيين وقتلهم بالجهاد''، وفق افترائه. وادّعى بيلوني أنّ ''المسلمين لا يعترفون بالحرية الدينية، لا لهم ولا للآخرين''، حسبما أوردت وكالة فرانس برس. وزعم أنّ المسلم يعالج ''الحوار بهذه الفوقية ومع التأكيد بأن يكون منتصرًا''، ورأى أن النقاش ''حول العقائد'' بين المسيحيين والمسلمين يبدو متعذّرًا. لكنّه مع ذلك أشار إلى ضرورة عدم القضاء على الحوار بين المسلمين والمسيحيين. واعتبر أنّ من المناسب اختيار ''المواضيع التي يجب معالجتها'' وكذلك ''المحاورين المسيحيين القادرين والمؤهلين والذين يتحلون بالشجاعة والتقوى والحكمة'' على حد قوله. تجدر الإشارة إلى أن بابا الفاتيكان بينيديكتوس السادس عشر، انتقد في كلمته بافتتاح سينودس الشرق الأوسط، في وقت سابق هذا الشهر، ما وصفه ب''الديانات الزائفة'' التي أنتجتها المجتمعات العصرية. مشيرًا بشكل خاص إلى ''سلطة الأيديولوجية الإرهابية'' قائلاً: ''على ما يبدو ترتكب أعمال العنف باسم الله، لكنّها في الواقع ديانات زائفة يجب كشفها''، وفق قوله. وأضاف بينيديكتوس: ''بين الديانات الزائفة الأموال التي تجعل الإنسان عبدًا وتتحكّم به بدلاً من أن يتحكّم بها والتي يعاني من أجلها وأحيانًا يموت''. وأردف: ''هناك كذلك المخدرات التي تدمر الأرض بكاملها، وكذلك نمط العيش الذي يروّج له الرأي العام الحالي، حيث لم يعد للزّواج قيمة ولم تعد العفة فضيلة''. وكان بابا الفاتيكان قد تطرّق لوضع المسيحيين في الشرق الأوسط، وحذّر ممّا وصفه ب''اختفاء'' مسيحيي هذه المنطقة المضطربة، وحرّض على مزيد من ''علمنة الإسلام'' من أجل البعد أكثر عن نصوص الشريعة الإسلامية التي وصفها بأنّها ''متطرفة''، وفق كذبه. الجدير بالذكر أنّ البابا بينيديكتوس السادس عشر، قد سَلَّم بطاركة الشرق الكاثوليك وثيقة عمل تتضمّن نقاطًا أساسية حول وضع المسيحيين في الشرق الأوسط وعلاقتهم بمحيطهم تحمل اسم ''آلية العمل'' وذلك في كافة الأبرشيات المسيحية لتعرض على ''المجمع من أجل الشرق الأوسط'' بحضور بطاركة الشرق. وأهم ما في هذه الوثيقة هو التّركيز على ما يُسمِّيه البابا ''خطر الإسلام السياسي''، والذي عني به الجماعات الإسلامية السلفية وجماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية.