دعا مؤتمر أساقفة الشرق الأوسط المنعقد في مقر الفاتيكان إلى إعادة النّظر في الأحاديث النّبويّة الشّريفة بحجّة أنّها تدعو إلى العنف والتّطرّف، كما دعَا الأسرة الدولية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في مختلف الأراضي العربية. انتهت الورقة شبه النهائية لأعمال مؤتمر أساقفة الشرق الأوسط المنعقد بدعوة من الفاتيكان إلى التّركيز على بعض الأمور أهمّها إعادة النّظر في الأحاديث النّبويّة بحجة أنّها تدعو إلى ''العنف''، فضلاً عن الدعوة إلى ما أسماه المؤتمرون ''تفعيل لا إكراه في الدِّين''، بالإضافة إلى الاحتفاظ ''بروح التّنصير''، ومراجعة مناهج التّعليم في الدول الإسلامية. وادّعَى المفكر الكاثوليكي المصري، أمين فهمي، أنّ هذه الدعوة لا تهدف مطلقًا للمس بالعقيدة الإسلامية وإنّما نابعة من حرص الكنيسة الكاثوليكية على التّقارب بين المسيحيين والمسلمين. وجاء في الورقة شبه النهائية للمؤتمر الّتي ألقاها الأنبا أنطونيوس نجيب بطريرك كاثوليك مصر ''يجب إعادة النّظر في الأحاديث النّبويّة الّتي يستند عليها المتطرّفون لتبرير ما يقومون به من عنف''، بحسب زعمه. وادّعَى المشاركون في المؤتمر أنّ هذه الأحاديث الداعية إلى العنف، مرتبطة بسياق تاريخي ولّى.. والآن، يتواجد سياق مختلف قائم على احترام الحقوق البشرية''، على حد كذبهم. وزعم المفكر الكاثوليكي المصري ''أمين فهمي'' (86 سنة) أنّ الكنيسة الكاثوليكية ليس من شيمها التّعرُّض لمعتقدات الآخرين، وأنّ كلّ ما في الأمر وانطلاقًا من الحرص على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، توجد بعض الأحاديث يتم تأويلها خطأ بما يضرُّ بالعلاقة بين الطرفين، ومن هنا جاءت دعوة لإعادة قراءتها حرصًا على العلاقة بينهما، على حد كذبه. كما انتقد مجمع أساقفة الكنائس الكاثوليكية بالشرق الأوسط إسرائيل وقال: إنّه لا يمكن لإسرائيل أن تستغل المفهوم التوراتي للأرض الموعودة ولا فكرة الشّعب المختار لتبرير بناء مستوطنات جديدة بالقدس والضفة الغربية أو المطالب المتعلّقة بالأرض. ودعَا الأسرة الدولية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في مختلف الأراضي العربية. وأعرب المجمع الكنسي (سينود) في رسالته الختامية بعد أسبوعين من الاجتماعات عن أمله بأن ينتقل حلّ الدولتين للسّلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين من حلم إلى واقع، ودعَا إلى تهيئة أوضاع سلمية للمساعدة في وقف نزوح المسيحيين من المنطقة. وفي جزء منفصل من الوثيقة خاص بالتّعاون مع اليهود اختلف الأساقفة مع اليهود الّذين يستخدمون التوراة لتبرير المستوطنات في الضفة الغربية الّتي احتلتها إسرائيل في حرب .1967 وذكرت الوثيقة أنّ ''اللجوء إلى المواقف اللاهوتية والتوراتية الّتي تستخدم كلمة الرب لتبرير خاطئ للظلم هو أمر غير مقبول''. وجاء في الرسالة ''فكّرنا مليًا في وضع مدينة القدس المقدسة، نشعر بقلق بشأن المبادرات الأحادية الجانب الّتي تُهدّد تركيبتها وتخاطر بتغيير التوازن السكاني''. وقال الأسقف سيريل سالم بسطروس في مؤتمر صحفي ''نحن المسيحيين لا نستطيع التحدث عن الأرض الموعودة للشعب اليهودي، لم يَعُد هناك شعب مختار، كلّ رجال ونساء جميع الدول أصبحوا أناسًا مختارين''. وأضاف ''لا يمكن استخدام مفهوم الأرض الموعودة أساسًا لتبرير عودة اليهود إلى إسرائيل واقتلاع الفلسطينيين.. تبرير الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين لا يمكن أن يستند إلى الكتب المقدسة''. تجدر الإشارة إلى أنّ العديد من المستوطنين اليهود ومن الإسرائيليين اليمينيين يدعون وجود حق توراتي في الضفة الغربية الّتي يطلقون عليها يهودا والسامرة ويعدونها جزءًا تاريخيًا وقديمًا من إسرائيل الّتي وهبها الله لليهود.