رفض مسؤولون روس الموافقةَ على بناء مسجد جديد في جنوب شرقي موسكو، استجابة لعدد من الاحتجاجات، بعد أن شكّل القوميون الروس جبهة معارضة لخطة بناء المسجد الجديد، مطالبين بأن تبقى عاصمتهم خالية من المسلمين. وكانت لجنة التّخطيط التابعة لإدارة موسكو قد حدّدت موقعًا لبناء المسجد من قبل نظرًا لعدم كفاية عدد المساجد في المنطقة، حيث يوجد أكثر من مليون ونصف مسلم في ضاحية تيكستيلشكيكي، الأمر الّذي ظهر جليًا حين صادفت صلاة الجمعة حلول عيد الفطر، حيث اضطر مئات من المسلمين لأداء الصّلاة خارج المسجد، على الأرض. وبدت موافقة سلطات العاصمة على بناء المسجد الجديد أمرًا طبيعيًا، لكن رئيس مؤسسة ''العمل الأرثوذكسي''، كيريل فرولوف، وعدد من المحتجين وقفوا ضدّ خطة بناء المسجد، وتجمّعوا عند موقع البناء معربين عن قلقهم من ''الزحام المروري المحتمل وفقدان المساحة الخضراء في المنطقة''، حسب زعمهم، رغم أنّ المسجد المقترح هو الخامس فقط الّذي يتم تشييده في موسكو. وقالت المتحدثة باسم منطقة جنوب شرق موسكو ماريا يرماكوفا في تصريح إذاعة أوروبا الحرة: ''لقد نظرنا في العريضة الّتي تقدّم بها سكان المنطقة، وتوصّلنا إلى إمكانية نقل موقع المسجد''، لكنها أضافت أنّه ''لا توجد معلومات بعد حول كيف ومتَى سيصدر القرار النهائي حول بناء المسجد عقب جلسات الاستماع العلنية''. مشيرةً إلى أنّ ''القرار حول الموقع البديل انتقل إلى إدارة مدينة موسكو، والّتي تضم مكتب رئيس البلدية لإعادة النّظر''. من جهته، أكّد رئيس المركز الثقافي الإسلامي في روسيا عبد الواحد نيازوف، في تصريح نقلته هيئة الإذاعة البريطانية ''بي بي سي''، على أنّ بناء مسجد جديد هو حق ثابت من حقوق المسلمين الّذين يجب أن يحصلوا على دار عبادة لهم''، موضّحًا ''القول إنّ المسجد الجديد سيشكّل خطرًا على السكان، غيرُ صحيح، فإن المسلمين يُشكّلون 15% من سكان الحي، ومن حقّهم كغيرهم من المواطنين، التّمتّع بدار عبادة لهم''.