أثار قرار سلطات موسكو بناء مسجد جديد في حي سكني يقع جنوب شرقي العاصمة الروسية احتجاجات واسعة من السكان المحليين الذين تجمعوا عند موقع البناء للتعبير عن احتجاجهم على هذه الخطوة. وذكرت شبكة ال (بي بي سي) ان عدد المساجد في موسكو غير كاف، الامر الذي تجلى بوضوح الآن، حين صادفت صلاة الجمعة حلول عيد الفطر، حيث اضطر مئات من المسلمين لاداء الصلاة خارج المسجد،على الارض مباشرة. لذلك بدت موافقة سلطات العاصمة على بناء مسجد جديد امرا طبيعيا، لكن غالبية سكان الحي الذي خصص لبناء المسجد فيه، ومنهم رئيس مؤسسة "العمل الارثوذكسي"، كيريل فرولوف، وقفوا ضد خطة البناء. وقال فرولوف: "لا يسكن في هذا الحي الكثيرُ من المسلمين، لذا فان قرار البناء فاجأ السكان، علما بانه لا توجد هنا كنائس للمسيحيين، ومن الطبيعي ان بناء مسجد يُعتبر تأجيجا اصطناعيا للعداء بين الأديان ومساسا بحقوق الاكثرية المسيحية". غالبية المتجمعين في هذه الحديقة احتجوا على بناء المسجد، ولكن أنصار البناء حضروا أيضا. وقالت إمراة من سكان الحي "انا ضد بناء مسجد هنا، انا مسيحية وبحاجة الى بناء كنيسة في هذا المكان، لكي استطيع التردد اليها مع أطفالي وأحفادي". وقال رجل مسلم من سكان الحي ذاته:"انا اؤيد بناء مسجد هنا وسأكون سعيدا بوجوده قرب بيتي". وأكد أحد أبرز الشخصيات الاسلامية، رئيس المركز الثقافي الإسلامي في روسيا عبد الواحد نيازوف ان بناء مسجد جديد هو حق ثابت من حقوق المسلمين الذين يجب ان يتمتعوا بدار عبادة لهم". وقال نيازوف: "القول إن المسجد الجديد سيشكل خطرا على السكان، غيرُ صحيح، فان المسلمين يشكلون 15 % من سكان الحي، ومن حقهم كغيرهم من المواطنين، التمتع بدار عبادة لهم". وباشر السكانُ حملة جمع توقيعات احتجاجا على بناء المسجد، لكن لا يتوقع أن تكون اصواتهم مسموعة، ومع ذلك فان العديد من المجتمعين اكدوا عزمهم على المضي قدما في اقامة تحركات احتجاجية جديدة.