لم يعد لطم وجه التلميذ كافيا لامتصاص غضب بعض الأساتذة وأعوان التربية، إذ بات هؤلاء لا يقنعون بأقل من اللكم والركل، وحتى إشهار السكاكين في بعض الأحيان، تاركين وراءهم ضحايا بعاهات مستديمة وكسور وصدمات نفسية حادة، أرغمت البعض على مغادرة الدراسة للالتحاق بجلسات المعالجة النفسية. فيما تبقى العقوبات المسلطة على مرتكبي هذه الأفعال، غير رادعة بنظر بعض المعنيين. وقد سجلت احدث مآسي ضرب التلاميذ قبل يومين فقط، بإحدى مدارس مدينة ميلة، حيث فقدت إحدى التلميذات عينها اليمنى بضربة من حارس مدرستها، بينما سبقتها بيومين، حادثة أخرى، استعرض خلالها أستاذ التربية البدنية بإحدى متوسطات بوسماعيل بتيبازة، قوة عضلاته موجها سلسة من الركلات نحو وجه تلميذه ذي الثلاثة عشر عاما، فحطم فكه وشفتيه معا. حادثة أخرى، وقعت قبل أيام فقط بمدينة وهران، تحول فيها أستاذ المادة الفنية إلى جلاد، وانهال بعصاه على ظهر تلميذته موجها لها الضربة تلو الأخرى، مما تسبب لها في رضوض وكدمات حادة وصدمة نفسية قوية، انقطعت بعدها عن الذهاب إلى المدرسة، وحولتها والدتها على حصص المعالج النفساني. وقد شكل اعتداء أستاذ بسكينه على تلميذ العام الماضي بمتوسطة بولاية سكيكدة، تحولا نوعيا في أساليب التأديب، إذ اختار الأخير، اللجوء مباشرة إلى السلاح الأبيض، لتسوية خلاف حدث بينه وبين ضحيته، وأقدم على طعنها غدرا في الرقبة وسط ساحة المدرسة وأمام بقية التلاميذ. ومع أن التشريع المدرسي يمنع منعا باتا وبوضوح اللجوء إلى العنف بكل أنواعه للتأديب، فإن الكثير من التجاوزات الخطيرة، لم يسلط على مرتكبيها أي عقاب. وهو ما يمدّ هؤلاء مساحة أوسع لتكرارها دون خوف. حالة احد التلميذات من ابتدائية ببلدية بوشاوي بالعاصمة، تترجم جديا حالة اللاعقاب هذه، إذ تعرضت الأخيرة منذ فترة وجيزة إلى الضرب من قبل أستاذها الذي تسبب في كسر يدها، ورغم الشكوى التي تقدم بها الوالد إلى مدير المؤسسة والى مدير التربية بالولاية، فإن المعنيين لم يتخذوا ولا إجراء واحدا ضد الجاني الذي استمر في التدريس دون أي انقطاع.