قال الممثل عبد الكريم بن خرف الله، في لقاء مع ''الخبر''، إن تجربة 44 سنة من التمثيل لم تشفع له للاستفادة من قاعة لعرض مونولوغ ''جعفر بوزهرون'' لمخرجه محمد بدوي. وأضاف أن المنتجين الخواص هم السبب الرئيسي في إقصاء غالبية الممثلين القدامى، وكذا استبدالهم بوجوه جديدة لا تفقه شيئا في التمثيل. اعترف عبد الكريم بن خرف الله، أن المحاباة والمحسوبية وراء الانزلاق الخطير الذي يعرفه، حاليا، المشهدان الثقافي والفني في الجزائر، ''فلولا هذه السياسة العقيمة التي باتت بمثابة الوقود الذي يحرّك مؤسساتنا الثقافية والفنية، لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من ركود وجمود في مختلف ضروب الفن والإبداع''. مردفا: ''دون أن أتغافل طبعا عن التهميش والإقصاء الذي طال، مؤخرا، غالبية الممثلين القدامى الذين عوّضوا بآخرين جدد لا علاقة لهم بالتمثيل لا من قريب ولا من بعيد، جرّاء سياسة ''بني عمّيس'' التي ساهمت في استفحال الرداءة بمختلف أشكالها وأطيافها''. وعن الأسباب الكامنة وراء غيابه الملحوظ في المدّة الأخيرة، قال محدثنا: ''إن هذا الغياب لا يقتصر عليّ فحسب، بل يتعدّى إلى أسماء عديدة كان يحتذى بها سالفا''. معللا: ''للأسف لقد تغيّرت المعطيات وانقلبت الموازين رأسا على عقب، فبعد أن كنا نضحّي بكل شيء شغفا بالتمثيل دون سواه، ها نحن اليوم نسبح في مياه عكرة يصطاد فيها منتجون خواص يتحكّمون في انتقاء الممثلين الذين يديرون أحداث أعمالهم، دون مراعاة أدنى قواعد اللعبة الإنتاجية التي لن تعود إلى نصابها سوى بفتح قطاع السمعي البصري، باعتباره السبيل الوحيد لإنعاش إنتاجنا المحلي والارتقاء بنوعيته''. معربا في السياق ذاته، عن أسفه الشديد للواقع المرّ الذي آل إليه واقع الممثل ''صدّقيني إنني أشعر بقشعريرة كلّما لجأت إلى جهة معينة أطالبها بتخصيص فضاء لعرض مونولوغ ''جعفر بوزهرون'' الذي استنزف منّي طاقة كبيرة بذلتها خصيصا لملاقاة عشّاق الفن الرابع مرة أخرى''. مستطردا: ''والفضل يعود إلى المخرج محمد بدوي الذي يحرص دوما على إدراج اسمي في أعماله، إضافة إلى مساعده محمد عبد الجليل حاجي الذي وفرّ لنا المناخ الملائم لتقديم العمل في أجمل صورة، وذلك على أمل تخصيص جولة وطنية له، قريبا، حتى لا تذهب جهودنا في مهبّ الريح''.