توصلت مصلحة الأبحاث والتحريات واستغلال المعلومات بمديرية الأمن الولائي للعاصمة إلى معلومات دقيقة عن الهرم الجديد لإمارة التنظيم الإرهابي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بولاية بومرداس والعاصمة. جاء ذلك بعد عملية توقيف شخصين بمنطقتي باش جراح ووادي شايح بالجهة الشرقية للعاصمة، أفصحا عن هوية الإرهابي الذي تم تعيينه أميرا على ''كتيبة الفتح'' وهو طالب بكلية الشريعة بالعاصمة صادر في حقه الحكم بالإعدام. أفادت معطيات من ملف التحقيق أن الأمر يتعلق بأمير جديد لكتيبة الفتح التي كان يقودها الإرهابي بن تيطراوي عمر، المقضي عليه من طرف قوات الأمن قبل سنة ونصف. وجاء في تصريحات الموقوفين أن خليفة بن تيطراوي عمر كان يرافقه إلى شوارع العاصمة، وعقد هذا الأخير اجتماعا بمسجد ''أبو حنيفة النعمان'' بحي المقرية على مستوى الدائرة الإدارية لحسين داي. وقال الموقوفان، وهما ''ع. لطفي'' البالغ من العمر 23 سنة و''م. جمال'' البالغ من العمر 18 سنة، إنهما التقيا بالأمير بن تيطراوي وكذا نائبه المكنى أبو ضرار وهويته الحقيقية ''ب. نسيم'' البالغ من العمر 26 سنة والقاطن ببلدية الرغاية، شرقي العاصمة، حيث دار الحديث عن ضرورة الجهاد في الجزائر وضم أكبر عدد ممكن من المتعاطفين مع الأعمال المسلحة التي تطال عناصر مختلف أسلاك الأمن. وبعد تكثيف تحريات ذات المصلحة حول هذه المعلومات المتوفرة، تبين أن الإرهابي أبو ضرار نسيم كان فعلا يدرس في ''جامعة الخروبة'' لعلوم الشريعة، وتخلى عنها قبل التحاقه بالجماعات الإرهابية، وصدر في حقه حكم قضائي بعقوبة الإعدام عن مجلس قضاء العاصمة لتورطه في أعمال إرهابية مماثلة، قبل اختفائه من منزله العائلي ببلدية الرغاية نهاية سنة .2008 كما تم إجراء تحريات مكثفة عن إمكانية استغلال المعني دراسته في ذات الجامعة الإسلامية لتجنيد عناصر إرهابية جديدة إلى تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وجاء في ذات الملف، الذي اطلعت ''الخبر'' على نسخة منه، أن الإرهابي أبو ضرار نسيم كان في حالة فرار، وأن الأمر بالقبض الصادر في حقه بتاريخ الثامن عشر من شهر جانفي سنة 2009، بقي دون تنفيذ وفقا لمحضر الشرطة القضائية المؤرخ في الأول من شهر مارس من نفس السنة، وبالتالي يعد فراره قرينة قوية تعزز ما نسب إليه من تورطه مع الجماعات الإرهابية.
