يحاول فيلم ''تافناويتيد''، للمخرجة رحمة بن حمو المدني، الذي يعرض، مساء اليوم، بقاعة الموفار، بالجزائر العاصمة، الغوص في جذور موسيقى الفناوي والبحث عن بداياتها وعوامل تطورها، وأهم المعوقات التي وقفت في وجهها، ونقل انطباعات وشهادات زمرة من الفنانين الذين منحوه شهرة وانتشارا، من بينهم الراحل المعلم بن عيسى (الذي غادرنا قبل سنتين) وأمازيغ كاتب، بيار فوجي وعزيز ميسور، من فرقة فناوة ديفيزيون (1992 2007). وحاولت المخرجة، أصيلة عين تموشنت، غربي البلاد، مقاربة ومجالسة الشخصيات الفنية المذكورة باعتبارها تشكل جزءا مهما من إرث وذاكرة الفناوي في الجزائر، وتصنع خصوصية مغاربية أيضا. وقالت رحمة بن حمو، في حديث أمس مع ''الخبر''، إن فكرة الفيلم (80 د) ''تعتبر ثمرة تأثيرات سنوات الطفولة والعلاقة العائلية الحميمة التي جمعتها مع موسيقى الفناوي''. بالتالي وجدت من باب العرفان العودة لهذا النمط الموسيقي والتأريخ له سينمائيا. يذكر أن الفيلم نفسه، الذي تم تصويره في فرنسا (روبي وغرونوبل) والجزائر (سيدي بلعباس والجزائر العاصمة) قد تم عرضه في التاسع والعشرين سبتمبر الماضي بباريس، ولاقى انطباعا جيدا، ومانحا مخرجته التي اشتغلت في بداياتها منشطة في محطات إذاعية فرنسية، قبل التفرغ للعمل السينمائي، تلقيا إيجابيا، مع العلم أنها تحوز في سجلها الفني أفلاما أخرى، نذكر منها ''مشاعر لقاء'' (1998)، ''أنا في البيت'' (2007) حول حياة المهاجرين في فرنسا.. وتحضّر، في الوقت الحالي، لفيلم جديد بعنوان ''وهران'' يُنتظر صدوره السّنة المقبلة.