إنّ العلم سلاح ونور في درب المؤمن، يرفع الله به الّذين آمنوا واتّخذوه وسيلة لتحقيق العبودية لله عزّ وجلّ، قال تعالى: {يَرْفَعُ اللهُ الّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، المجادلة .12 فطلب العلم نعمة منه سبحانه على خاصة عباده المُتّقين الورعين. ومن المؤسف أن لا يعرف شبابنا اليوم قدر هذه النعمة، فتراهم يعيثون فسادًا ويقترفون ما من شأنه أن يحطّم ويضع من شأنهم.. إلاّ أنّ باب التوبة مفتوح ما لم يُغَرْغِر المرء وما لم تشرق الشّمس من مغربها، قال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، الزمر .53 فإذا تاب العبد توبة صادقة نصوحًا، فإنّ الله تعالى سيُبدِّل سيّئاته حسنات، يقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالْحقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ آثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}، النور 68 .71 وشروط التوبة الصادقة هي: الإخلاص: بأن يبتغي العبد بتوبته مرضاة الله تعالى، لا رياء فيها ولا طلب شهرة أو سمعة، والعمل الّذي لا يكون خالصًا فإنّ الله لا يقبله، قال سبحانه في الحديث القدسي: ''أنا أغنى الشركاء عن الشرك مَن عمل عملاً أشرك فيه أحدًا غيري تركته وشركه''، أخرجه مسلم. الندم: الندم على ما فعله من الذنب والإقرار بأنّه كان مخطئًا فيستغفر الله ويطلب عفوه. والإقلاع عن الذنب وعدم الإصرار على اقترافه، إذ لا توبة لمَن يزعم الندم، والرجوع إلى الله وهو مصرّ على الوقوع في الخطإ نفسه. العزم على ألاّ يعود إلى المعصية في المستقبل، وأن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشّمس من مغربها، قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوَبُة لِلَّذِّينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ اْلآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْددْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}، النساء .18