الخصلة الأولى: أنهم أشد الناس وأكثرهم خشية لله تعالى، قال سبحانه: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر: 28)، وبهذه الخصلة استحقوا أن ينالوا خصلة أخرى بأن يكونوا من خير البرية الذين، وهي منزلة من خشي ربه. الخصلة الثانية: أن منزلتهم أرفع منزلة وأزكاها، قال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) (المجادلة: 11).الخصلة الثالثة: أنهم من أولي الأمر الذين أمرنا الله عز وجل بالرجوع لهم والصدور عن قولهم، قال تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) (النساء: 83). الخصلة الرابعة: أنه لا يساويهم أحد في منزلتهم ولا رتبتهم، قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) (الزمر: 9). الخصلة الخامسة: أنهم المرجع عند السؤال والإشكال والمعضلات، قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (الأنبياء: 7). الخصلة السادسة: أنهم يعقلون من مراد الله ما لا يعقله غيرهم، قال سبحانه: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت: 43). وقال سبحانه: (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) (النساء: 162). وقال أيضا: (وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ) (سبأ: 6).الخصلة السابعة: أن الله تعالى جعل شهادتهم في المرتبة الثالثة بعد شهادته ثم شهادة الملائكة، قال تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران: 18). الخصلة الثامنة: أن الله لم يأمر نبيه بالتزود من شيء إلا من العلم الذي رفع الله به شأن العلماء، قال تعالى: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) (طه: 114). الخصلة العاشرة: أنهم أبصر الناس بالشر ومداخله، قال تعالى لما أُدخل أهل النارِ النارَ: (قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ) (النحل: 27)، أي أنهم قد علموا عاقبة الكفر، وقال عن عاقبة تكبُر قارون: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ) (القصص: 80)، فهم قد علموا عواقب بعض الأمور وما تؤدي إليه الشرور.