أعاد جون ماري لوبان زعيم حزب اليمين المتطرف في فرنسا، عرض ملصقة انتخابية كانت سببا في إدانته بالحبس لمدة شهرين مع وقف التنفيذ وبسنة واحدة من عدم الأهلية للترشح، لكونها ذات محتوى عنصري وتحرض على الكراهية. وحاول لوبان التباهي بملصقة ''العار'' من خلال كتابة عبارة عليها تقول ''مورست عليها الرقابة من قبل حكومة ساركوزي''. لم تكبح الأحكام القضائية التي صدرت ضد جون ماري لوبان زعيم الجبهة الوطنية، إثر الدعوى التي رفعتها الجالية الجزائرية في فرنسا، في منعه من إعادة عرض اللافتة نفسها المرسوم عليها الخريطة الفرنسية بألوان العلم الجزائري، وتظهر فيها منارات المساجد على شكل صواريخ، وبجانبها امرأة محجبة، إلى جانب شعار ''لا للإسلاموية وللتطرف''، مع فارق بسيط بإضافة عبارة ''مورست عليها الرقابة من قبل حكومة ساركوزي''. وقد عرض لوبان اللافتة الجديدة على منتدى خاص به على شبكة الأنترنيت يوم الجمعة الماضي ''للاحتجاج على محاولة التضييق على حزبه من قبل حكومة نيكولا ساركوزي''. ففي منتصف أكتوبر الفارط قضت محكمة الجنح بباريس، بالحبس لمدة شهرين مع وقف التنفيذ وبسنة واحدة من عدم الأهلية للترشح ضد زعيم اليمين المتطرف جون ماري لوبان، في القضية التي رفعتها الجالية الجزائرية بفرنسا ضده بتهمة ''التحريض على الكراهية'' لنشره ملصقات في الحملة الانتخابية تتهجم على المسلمين والعلم الجزائري. وبإعادة عرض اللافتة، يكون لوبان قد أراد مع سبق الإصرار والترصد الإساءة للجزائريين حكومة وشعبا، وكذا الكشف عن كراهيته اللامحدودة تجاه الإسلام والمسلمين، والأكيد أن لوبان يبحث عن دفع الجزائريين من أفراد الجالية بفرنسا إلى الاحتجاج، أو من قبل نفس الجمعيات التي قاضته بباريس، وذلك في محاولة لإذكاء نار الحقد والكراهية في صفوف اليمين المتطرف لضمان رئاسة ابنته للحزب على حساب خصمها غولنيتش. ويتوقع أن تتحرك مجددا رابطة مناهضة العنصرية ومعاداة السامية (ليكرا)، التي كانت أول من عبر عن ''الارتياح'' لإدانة رئيس الجبهة الوطنية، جان ماري لوبان، بشهرين سجنا مع وقف التنفيذ وسنة من عدم الأهلية للترشح. ورأت الرابطة، أنه من الهام أن يعتبر وكيل باريس ممثل المجتمع في إطار المتابعات الجنائية أن الجبهة الوطنية تسعى لإشعال نار الكراهية من خلال الخلط بين الإسلام والإرهاب. وتسبب لوبان من خلال لافتته التي يروج لها شباب عن حزبه منذ فيفري الفارط، في غضب جمعيات حقوقية في فرنسا. وقامت كل من الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب، وجمعية الفضاء الفرنسي الجزائري، وحركة الواجب الجماعي للذاكرة، بتقديم شكوى، أضيفت ل''احتجاج'' رسمي للخارجية الجزائرية، معتبرة ذلك فعلا عنصريا من شأنه التحريض على كراهية المهاجرين المسلمين تحت غطاء الإسلاموفوبيا التي تهدد قيم فرنسا العلمانية. وكانت محكمة باريس قد أرجأت عدة مرات النطق بالحكم في الدعوى الاستعجالية التي رفعتها جمعيات جزائرية بفرنسا ضد زعيم اليمين المتطرف، جون ماري لوبان، في وقت حاول دفاع المتهم التنصل من المسؤولية، نافيا بأن يكون أتباع لوبان هم من تداولوا الملصقة، غير أن تمادي لوبان في إعادة نشر ملصقة ''العار'' والتباهي بتعرضها لمقص حكومة ساركوزي لا تترك مجالا للشك أمام المحكمة من أن زعيم اليمين المتطرف يرتكب هذه الجريمة مع سبق الإصرار والترصد.