تحاول مطربة الأندلسي بهجة رحال في كتاب ''بهجة النفوس في بهاء جنات الأندلس'' (المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار 2010-) محاكاة تجربة شعراء النهضة، والغوص في علاقاتهم مع الأندلس، وتخصصهم في وصف الحدائق، أو ما يطلق عليه تسمية ''الروضيات''، الذي ابتعد، في مرحلة تاريخية معنية، من أغراض الرثاء والبكائيات التي ميّزت فترة طويلة انتقالات الشعر العربي. تنطلق بهجة رحّال من أبي نواس، وتكتب ''أن وصف الحدائق التي تُقام فيها المآدب أتاحت لأبي نواس فرصة لذكر عدد محدود من الزهور وتوظيفها ضمن عالم اللّهو والسّكر الذي يتغنى به دوما(...) استخدمها أبو نواس لإظهار البؤس التي تتسم به الحياة البدوية التي يتغنى بها الشعر القديم''. وتعرج المؤلفة على تجربة أبي الوليد الحميري الاشبيلي، صاحب ''البديع في وصف الربيع''. تجارب يقاربها الكتاب، ويشير كيف أنها مهّدت الطريق لظهور الموشحات والأزجال التي كان يُنظر إليها في البداية ''تدنيسا لمقدسات النظم المتفق عليها منذ عصر الجاهلية. وذلك لأن الموشح لا يحترم قواعد القصيدة العمودية''. ففي الغالب ينتهي الموشح بما يسمى ''الخرجة'' وهي مزيج من العربية والإسبانية القديمة (الرومانسية). وواحدة من الأسباب التي منحت بعض الشعراء المتأثرين بالقديم انطباعا سلبيا في التعامل مع الموشح. ويتضمن الكتاب نفسه دراسة لكتاب ''الموشحات والأزجال'' الذي يعتبر واحدا من أهم الوثائق المتعلقة بالشعر الغنائي بالمغرب. كما يركز على صورة المرأة وعلاقتها بالآخر في الموشحات. وجاء في الجزء الأخير من الكتاب مجموعة من النصوص والموشحات المعروفة، والتي سبق أن أدتها بهجة رحال من بينها ''يا نديم الليل ولّ''، ''يا عاشقين نار المحبة لها وقود''، ''يا صاحب العذار''، ''يا رشا الفتان''. والمعروف أن بهجة رحال (48 سنة) واحدة من أهم أسماء الطرب الأندلسي في الجزائر، تتلمذت على يد محمد خزناجي وزبير كاكاشي، سجلت أول ألبوم لها ''نوبة زيدان'' (1995) وانطلقت، منذ سنة ,2000 في جملة حفلات وتسجيلات.