يتناول كتاب "بهجة النفوس في بهاء جنات الأندلس" الذي ألفه الكاتب سعدان بن بابا علي و مطربة الأغنية الأندلسية بهيجة رحال المشوار الشعري و الغنائي و الجانب الجمالي المستحضر في ازجال النوبة المغاربية الاندلسية. و يأتي هذا المؤلف الجديد الذي يتطرق إلى "العشق و المرأة و الحدائق في الموشحات الأندلسية" ليعزز مشوار الثنائي رحال و بن بابا علي في النشر خدمة لحماية التراث الموسيقي الأندلسي بعد اصدار "القلم و الصوت و الريشة" سنة 2008. و يخصص هذا الكتاب الذي يصدر عن الوكالة الوطنية للنشر و الاشهار حيزا هاما للمرأة في الموشحات الأندلسية و علاقتها بجمال الطبيعة الفتان و حدائقها الزاهية الفواحة بكل انواع الزهور. و صدر الكتاب في حوالي مائة صفحة بالإضافة إلى قرص مضغوط سمعي و آخر بصري لحفل احيته الفنانة بمعهد العالم العربي بباريس في فيفري الفارط حيث يقدم "دراسة معمقة عن الموضوع المختار الذي يعطي مفاتيح للتمعن في قراءة شعرية طالما أسيء فهمها" كما جاء في ديباجة سعدان بن بابا علي. كما يحتوي الكتاب على "ترجمة فرنسية للموشحات حيث يعد اكبر مؤلف يجمع اكبر قدر من الموشحات المترجمة". و أوضحت من جهتها بهيجة رحال ان "فكرة اعداد كتاب يحتوي على قرص مضغوط سمعي و أخر بصري كانت وليدة تفكير عميق منذ 3 سنوات مع سعدان بن بابا علي و ناجي حامة. و كان الهدف من الفكرة الاستجابة للحاجة الحقيقية لمن يولي اهتماما للعمل الموسيقي". و أضافت في تصريح ل (وأج) ان "اللقاء مع سعدان بابا علي الباحث في التاريخ و الأدب الأندلسي مكنني من تحسين نوعية الكتاب الذي يرافق البوماتي حيث اعرض النصوص بعد تحديدها على النقد و التحليل". عهد جديد مع منتوج بيداغوجي أشمل بالنسبة لبهيجة رحال صاحبة 19 البوما مكرسا للنوبة الاندلسية فقد نمت فكرة صياغة مؤلفات من هذا النوع رغبتها في تخطي مرحلة جديدة من نقل التراث الشعري الموسيقي الاندلسي وصيانته من خلال منتوج بيداغوجي محكم فضلا عن منهجية التعليم في مستوى الجمعيات المختصة. وقالت الفنانة أن " الكاتب سعدان بن بابا علي اقترح عليها وضع كفاءاتها في خدمة الموسيقى العربية الأندلسية و أعربت عن ارتياجها لكون ترجماته ستسمح لعشاق الشعر الأندلسي الذين ليس بإمكانهم فهم الأغاني باللغة العربية من ادراك معانيها و استيعاب قيمتها الشعرية. و أضافت أنه بين البوماتها القديمة و مؤلفيها الجديدين قدم الاستاذ بن بابا علي ترجمة ازيد من مئتي قصيدة أندلسية من بين 600 إلى 650 التي تشكل المجموعة التامة المعروفة لحد اليوم موضحة أنهما اختارا معا مواضيع الكتب. و تقول بهيجة رحال التي تقدم دروسا في الموسيقى للأطفال منذ عشرة سنوات بباريس "لقد اخترنا مواضيع المؤلفين معا ثم انشغل كل منا بمجاله هو بالتحليل و الترجمة و أنا بالموسيقى و التسجيل و الحفلات. و خلاصة القول أنه كان القلم و أنا الصوت في حين كان ناجي حامة الريشة و هي العبارات التي تشكل عنوان المؤلف الأول". "و ما أسعدنا و نحن نبلغ هو عن طريق الكتابة و أنا عن طريق الغناء كل الكنوز التي يحويها السجل الذي تم اختيارهما من بين العديد من الفنانين والشعراء ليوضع لديهما" تقول في الختام الفنانة التي أسست في بداية السنة و بدافع رغبتها في حماية الموسيقى الاندلسية من النسيان جمعية "ريتمهارموني" لتلقين دروس في الموسيقى للكبار في انتظار فتح ورش للأطفال.