اندلعت مواجهات، أول أمس الخميس، بين عشرات الفلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات من اليهود، على إثر سماح سلطات الاحتلال لليهود بدخول باحات المسجد الأقصى للاحتفال بعيد يهودي، ما أسفر عن اعتقال 3 فلسطينيين. ونقلت وكالة ''يونايتد برس أنترناشيونال'' عن مصدر مقدسي فلسطيني، أن سلطات الاحتلال فرض قيودًا على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى، منعت بموجبها من تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من سكان القدس وعرب 48 من الدخول. وذكر أنه في مقابل القيود على دخول الفلسطينيين، سمحت سلطات الاحتلال لمجموعات كبيرة من اليهود المتطرفين بدخول باحات المسجد من جهة بوّابة المغاربة، ما تسبب في وقوع مواجهات محدودة. وقال إن عددًا من المصلين الذين تواجدوا منذ ساعات فجر أول أمس الخميس في باحات الأقصى هتفوا بوجه الجماعات اليهودية بالتكبير والتهليل، وتدخّلت قوة من الشرطة الإسرائيلية واعتقلت ثلاثة فلسطينيين. وكانت جماعات يهودية متطرّفة أعلنت عزمها اقتحام المسجد للاحتفال بعيد (الحانوكاه) اليهودي ولمدة أسبوع، ابتداءً من أول أمس الخميس. ودعت جمعيات يهودية إلى اقتحام المسجد لإلقاء دروس دينية تلمودية في باحاته للطلاب المتدينين، بالقرب من باب المغاربة الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. وأكّد ''المركز الفلسطيني للإعلام'' أنّ عدد اليهود الذين اقتحموا المسجد الأقصى يبلغ ,105 وجاءت عملية الاقتحام في تمام الساعة 008 صباحًا بحراسة من قوات الاحتلال بأعداد كبيرة. ونقل عن ''مؤسسة الأقصى للوقف والتراث'' أنّ قوات الاحتلال أغلقت منذ فجر أول أمس الخميس أبواب المسجد الأقصى المبارك، وفتحت فقط بابين من أبوابه، ومنعت من هم دون سن الأربعين من دخول الأقصى لأداء صلاة الفجر، وتجمّع العشرات من قوات الاحتلال والقوات الخاصة حول كل باب من أبواب الأقصى، مما اضطر مئات المصلين للصلاة خارج المسجد الأقصى قبالة أبوابه. وقامت قوات شرطة الاحتلال الإسرائيلي بالاستيلاء على كاميرات ومصادرة صور التقطتها المؤسسة الفلسطينية فجر أول أمس الخميس من داخل المسجد الأقصى، ومنعت طاقم المؤسسة من دخول المسجد منذ صلاة الفجر. كانت مؤسسة الأقصى حذّرَت، الثلاثاء الماضي، في بيان من دعوات لجماعات يهودية متعددة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، وتنظيم أيام دراسية ومحاضرات حول الهيكل المزعوم داخل المسجد الأقصى المبارك. وقال الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني في تصريحات صحفية: ''هناك إغراءات مادية قدّمها المتطرفون اليهود للمستوطنين، متمثلة في وجبة غداء كاملة ومبلغ 50 شيقلاً، وذلك من أجل تحفيزهم على المشاركة في اقتحام الأقصى وتدنيسه''. في السياق ذاته، قالت ''مؤسسة الأقصى'' إن الدعوات لمثل هذه الاقتحامات وتنظيم المحاضرات التلمودية حول بناء الهيكل المزعوم تأتي بالتزامن مع نشاط تعبوي محموم من قبل الجماعات اليهودية لبناء الهيكل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارك ''حيث نظم في الشهر الأخير العديد من المؤتمرات والمحاضرات حول بناء الهيكل المزعوم في عدد من المستوطنات، شملت عرض أفلام وثائقية، ومحاضرات تلمودية ونشر لفتاوى دينية يهودية، كلها تدعو إلى تكثيف اقتحام المسجد الأقصى المبارك وتسريع وتصعيد النشاط الميداني لبناء الهيكل الثالث المزعوم''.