قررت قيادات النواحي العسكرية وقيادة الدرك الوطني في الجنوب منع استعمال الطرق غير المعبدة والفرعية ليلا في ولايات تمنراست، بشار، تيندوف، إيليزي وأدرار في إجراء أمني جديد. * وجاء هذا بعد أن كشفت معلومات دقيقة حصلت عليها مصالح مكافحة الإرهاب في الجنوب تفيد بأن هذه الممرات استعملت على مدار السنوات السبع الأخيرة في تهريب الأسلحة إلى معاقل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وقد أكد إرهابيون موقوفون هذه المعلومات ومن شأن تشديد المراقبة ليلا ونهارا على الممرات والمسالك الصحراوية أن يؤدي في النهاية الى منع تزود تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" في معاقله التقليدية بالشمال بالسلاح والأموال التي يحصل عليها أمير المنطقة التاسعة الإرهابي يحيى جوادي من ابتزاز مهربي السجائر عند الحدود الجنوبية. وكانت عملية "رود النص" التي أدت الى القضاء على 5 إرهابيين في فيفري الماضي، قد أثبتت أن عدة ممرات صحراوية في الجنوب هي بمثابة الحبل السري لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، حيث تم ضبط كميات كبيرة من السلاح الذي كان يجري تهريبه من قبل المجموعة التي تسنى القضاء عليها. * * وتضمنت التعليمات الجديدة التي صدرت لوحدات الجيش والدرك الوطني في المناطق الجنوبية منع وصول العربات والأشخاص الى مناطق واسعة من ولايات تمنراست وإيليزي وأدرار، وتم اعتبار هذه المناطق مواقع عسكرية يحظر الوصول إليها. وتمتلك مصالح الأمن معلومات أكيدة تفيد أن هذه المناطق استغلت من طرف إرهابيي تنظيم "القاعدة" للتحرك، وتقضي التعليمات بإنذار العربات أولا ثم إطلاق النار عليها إذا لم تتوقف، وتراهن قوات مكافحة الإرهاب ومصالح الأمن في الجنوب على الصيف القادم، لخوض ما يسمى بالمعركة الحاسمة والفاصلة مع فلول الإرهابيين بعد حصارهم، الذي امتد الى مئات الآبار في الولايات المذكورة، وقد تقرر منع أي اقتراب من مصادر المياه خارج النطاق الحضري، إلا في حالات محدودة.