تشير التقارير الأمنية لأجهزة الأمن في السنوات الأخيرة، إلى سيطرة التزوير والمتاجرة بالأسلحة النارية والتهريب، خاصة تهريب السجائر الأجنبية والألعاب النارية. على الجرائم المعالجة في ولاية المسيلة بحكم موقعها الإستراتيجي، حيث تحيط بها 4 ولايات هي الجلفة، سطيف، باتنة والبرج، وسجلنا عند تنقلنا إلى الولايات انتشار شاحنات الوزن الثقيل ومستودعات قطع الغيار ''في الهواء الطلق'' و''مقابر'' السيارات على حافة الطرقات ...المسيلة لم تتطهر بعد من الشبكات الإجرامية التي حوّلت بعض مناطقها خاصة مقرّة إلى معقل التهريب ''بامتياز''. عاينا خلال تنقلنا إلى ولاية المسيلة الأسبوع الماضي، الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة لإحباط أية عمليات تهريب، والتضييق على تحركات المهربين الذين اتخذوا الولاية ممرا للعبور ، وقال العقيد أيوب عبد الرحمن رئيس خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني، إنه يتم التركيز على تأمين الطريق ''لأن الطريق هو منطقة نشاط الشبكات الإجرامية بأشكالها ودورنا هو احتلال الميدان وتشديد الرقابة على مسالك المجرمين''، وقال الرائد نوري بن مهدي قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة من جهته ل''النهار''، إنه تم تدعيم أغلب نقاط التفتيش والحواجز الأمنية بأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة وإدراجها ضمن ''الإجراءات الوقائية'' وكشف عن اعتماد جميع وحداته مخططا أمنيا شاملا لمكافحة الجريمة بأشكالها في إقليم الولاية، أبرزها تزوير وسرقة السيارات، التهريب والإرهاب. شاحنات الوزن الثقيل ''دايرة'' حالة وفي هذا السياق، تنقلنا إلى الطريق الوطني رقم 4 الذي تم تعبيده ويتوسط سلسلة جبلية ويربط بين ولايتي المسيلة والبرج، ويعرف على مدار السنة حركة نشيطة، حيث وقفنا على عمل حاجز أمني ثابث تابع لسرية أمن الطرقات التي تدعمت بجهاز الكشف عن السيارات المسروقة والمزوّرة المبحوث عنها، وقال الرائد حليم جندوبي قائد سرية أمن الطرقات ل''النهار''، إنه تم تكوين أربعة أفراد يتقدمهم قائد السرية للعمل على هذا الجهاز الذي يتضمن بنك معلومات حول المركبات المسروقة على المستوى الوطني، وتابع قائلا: ''ركزنا على التغطية الأمنية لمسالك المهربين ''خاصة على مستوى هذا الطريق الذي يعد ممر مهربي الألبسة والألعاب النارية والمفرقعات باتجاه العلمة في سطيف، وسجلنا خضوع السيارات المشبوهة للتفتيش وكذلك الشاحنات ذات الوزن الثقيل إضافة إلى نشر أفراد الدرك بالمكان المسمى ''سبخة الحضنة''، حيث تجري أشغال إنجاز طريق غير مرتب بعدما استغله مهربو قطع الغيار للتنقل إلى باتنة وبسكرة دون المرور عبر إقليم الولاية، خاصة وأن الطريق رملي ويفتقد للإنارة العمومية.وتوصلت التحقيقات الأمنية إلى لجوء شبكات تهريب المفرقعات إلى تسريب كميات كبيرة من العلمة في سطيف وتخزينها في المسيلة، قبل حلول مناسبة المولد النبوي الشريف أشهرا عديدة قبل حلوله وذلك للإفلات من الملاحقات الأمنية، ومكنت الرقابة على الطرقات من ''إحباط تسريب كميات كبيرة من المفرقعات ''آخرها حجز 7880 علبة في نقطة تفتيش بالهامل في بوسعادة. الكلاب تنخرط أيضا في مكافحة الإرهاب والتهريب وسجلنا إقحام أفراد فصيلة الأمن والتدخل ''أساسي'' في بعض الحواجز الأمنية أبرزها في المناطق الحدودية، خاصة مع ولايتي باتنةوالمدية، وسجلنا نصب حاجز أمني ثابث في المكان المسمى ''الحجل'' التابع لإقليم بلدية مقرة على الحدود مع بلدية الجزار التابعة لولاية باتنة، ويوجد الحاجز في مفترق الطرق المؤدية إلى ولايات باتنة ، المسيلةوسطيف، وتم تعزيز الحاجز الأمني التابع لكتيبة مقرة بفرقة سينوتقنية (كلاب مختصة في مكافحة تهريب المخدرات)، ولاحظنا أن الحاجز يقع بمحاذاة مفرزة تابعة لأفراد الجيش تقوم بتأمين هذا المحور لإحباط محاولات زحف إرهابيين من باتنة في اتجاه المسيلة ومنها إلى البويرة وولايات شرق البلاد، إضافة إلى الكلاب المختصة في الحراسة، وتمكن أفراد درك مقرة من ضبط بندقية تقليدية الصنع كانت مخبأة داخل سلّم مسكن مهرب في منطقة برهوم بفضل الكلب البوليسي.وعاينا نشر أفراد الدرك الوطني في مدخل ولاية المدية في المنطقة الحدودية الفاصلة بين شلالة العذاورة وسيدي عيسى، وتجنيد سرايا أمن الطرقات في المناطق الجبلية والفراغات في أوقات متفرقة. حتى شاحنات المساعدات الإنسانية تُسرق وتُهرّب وكانت قيادة المجموعة الولائية للدرك الوطني لولاية المسيلة، قد قامت بحملة ''تمشيط'' واسعة مست كافة الإقليم قبل مقابلة الجزائر مصر في ''إطار حملة وقائية''، حيث تم حجز شاحنة مهربة من تمنراست عبر الحدود الجزائرية المالية، وقال النقيب قاسيمي أن العملية ''تمت بناء على معلومات حيث تم رصد الشاحنة عند دخولها إلى تراب مقرة وجرت عملية إعادة طلائها وتركيب لوحة ترقيم جديدة مرقمة في ولاية بجاية، كما تم تغيير رقم تسلسلها بطريقة محترفة، ولايزال التحقيق جاريا للكشف عن الورشة التي جرت فيها عملية تزوير المركبة، وقال النقيب ل''النهار'' إن التحريات الأولية تقود إلى أنها موجودة في إقليم مقرة ''. وتفيد معلومات متوفرة لدى ''النهار''، أن شبكات تزوير الشاحنات ذات الوزن الثقيل لجأت مؤخرا إلى السطو على الشاحنات التابعة لمنظمات المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، حيث يتم تحويلها عند تنقلها إلى الحدود الموريتانية ليعاد بيعها بعد تزوير وثائقها.