يطرح كتاب ''عمّي الجزائري'' للكاتبة الفرنسية ناتاليه فونس، الصادر مؤخرا عن منشورات ستوك، كثيرا من الأسئلة والمواضيع المغيّبة المتعلقة بمسار وتطوّر الثورة التحريرية. ويحاول كتاب ناتاليه فونس، من خلال استعادة سيرة وحياة المناضل فرنان دخان(1996/1913)، الذي انخرط في صفوف الحركة الوطنية، ورافع من أجل تحرر الجزائر، كشف الغطاء عن الوجه الحقيقي من حياة وسير رجال ساهموا في تغذية الحسّ الوطني والحق في تأسيس دولة مستقلة، ثم اندثروا خلف ستار النسيان. ويلج الكتاب عوالم غير متعارف عليها، ومجهولة من طرف الدّارسين، عن حياة وسيرة رجل شكّل جزء من امتداد الثورة، تعرض للاعتقال إبان معركة الجزائر، وسُجن مرات عديدة، وضاع بعد الاستقلال في حلقة الهامش المنسي. وقضت المؤلفة سنتين من البحث والتنقيب بين فرنساوالجزائر، خصوصا حي باب الوادي أين عاش بطل القصة، واشتغل مدرسا بمؤسسة لازارج (الفارابي حاليا) بعدما قضى ثلاث سنوات بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة (19331930). وتنطلق المؤلفة، في كتاب ''عمي الجزائري'' من سرد علاقتها المتخيلة مع فرنان دخان، ثم تغوص تدريجيا في سرد السيرة الحقيقية للمعني وما جاورها من تحوّلات مسّت انتقالات، طفرات، نجاحات وخيبات الثورة التحريرية ثم السنوات الأولى التي تلت الاستقلال (1992).