كشفت وثائق تحوز ''الخبر'' على نسخة منها، كيف خطط الإرهابيون لعملية اغتيال رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ''ت. م. ح''، وعون الأمن ''غ.ن''، ومحاولة قتل مفتش الشرطة ''ب.ف'' العام الماضي، عندما كانوا في مهمة عمل عادية وسط مدينة زموري. بدأت عملية التخطيط لعملية اغتيال محافظ الشرطة، عندما تم تعيينه رئيسا للفرقة المتنقلة للشرطة القضائية لزموري، وسعيه لإقناع الإرهابي ''ح.ع'' لترك التنظيم والعمل لصالح الأمن، وكشف معاقل الجماعات الإرهاب بالمنطقة، باعتبار أن هذا الأخير كان قد استفاد من العفو، في إطار المصالحة الوطنية سنة .2006 في يوم 2 ماي 2009، خرج أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية في مهمة عمل عادية وسط مدينة زموري، حينها لفت انتابهم الإرهابي المستفيد من العفو الرئاسي رفقة ابن عمه ''ح.م'' على مستوى الطريق المؤدي إلى مدينة بومرداس لتنضم إليه مجموعة أخرى، توجه بعضها إلى ميدان الخيل بزموري البحري. وحينها تقدم محافظ الشرطة من الإرهابي ''ح.ع''، ليستفسره عن سر تواجده بهذا المكان، قبل أن يخوض معه حديثا حول ما إذا كان على علم بأي حركة للعناصر الإرهابية، ولم يدم حديثهما طويلا لينصرف الإرهابي بعصبية رفقة ابن عمه. وبمجرد ابتعادهما عن محافظ الشرطة، اتصلا بالإرهابي ''ح. م''، وأخبراه بتواجد محافظ الشرطة برفقة شرطيين بمدخل ساحة سباق الخيل، على بعد حوالي 20 مترا من الحي الجامعي، وقدما له وصفا دقيقا عنهما وألبستهما، ليحدث الاعتداء من الخلف على أفراد الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية باستعمال سلاح ناري من نوع كلاشينكوف، وغادر الفاعل المنطقة باتجاه قرية بن يونس. وقد كشفت تحقيقات مصالح الأمن في القضية، أن الإرهابيين كانوا متعودين على الالتقاء بالمكان المسمى الزيتونة وسط مدينة زموري، وخططوا لتفجير مقر البلدية زموري، وحديقة وسط المدينة. كما أظهر أن الإرهابي ''ح.ع'' وابن عمه كانا منخرطين في صفوف الجماعة الإرهابية الناشطة بمنطقة زموري، حيث عهد لهم بالنشاط في المناطق الحضرية، باعتبار أنهم غير مبحوث عنهم، وهو ما ساعدهم في التكفل بالعمل اللوجستيكي لفائدة المجموعة الإرهابية الموجودة في حالة فرار. ويوجد من بين المتهمين في قضية اغتيال رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بزموري 31 متهما، من بينهم 15 في حالة فرار، صدر في حقهم أمر بالقبض، ويواجهون جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب في أوساط السكان، والمشاركة في القتل العمدي في الدورة الجنائية المقبلة ببومرداس.