تعرض مساء أول أمس السبت محافظ الشرطة الطاهر توات رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بزموري والذي كان مسؤولا عن عملية القضاء على بن تيتراوي أمير كتيبة الفتح والرقم 22 في قائمة أخطر الإرهابيين التي أعدتها المديرية العامة للأمن الوطني إلى اعتداء إرهابي رفقة اثنين من مساعديه في بلدية زموري على مستوى المخرج الغربي للمدينة في حدود الساعة السابعة مساء• وحسب مصادر ''الفجر'' فإن المحافظ توات الطاهر لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الثنية متأثرا بجروحه بعدما نقل على جناح السرعة لتلقي الإسعافات، في حين توفي المفتش المرافق له غازي نور الدين على الفور فيما لايزال السائق على قيد الحياة، إلا أن حالته حرجة ويتواجد حاليا في مستشفى عين النعجة العسكري• وعن تفاصيل العملية قالت مصادرنا إنها تمت في حدود الساعة السابعة مساء حيث تم نصب كمين للضحايا الثلاثة بعدما تم استدراجهم إلى مكان العملية، إذ قام المخططون للعملية بتسريب معلومات عن وجود إرهابيين في أحد الأحياء السكنية لوكالة عدل بوسط مدينة زموري، ما جعل المحافظ يتنقل إلى هناك مرفوقا بالمفتش والسائق على متن سيارة الخدمة من نوع بولو فولزفاقن مدنية للتأكد من صحة المعلومة ودراسة خطة التدخل مع تحديد نوعية القوة التي يتوجب استدعاؤها• وتم مباغتة الضحايا الثلاثة بالضبط وسط الحي السكني لوكالة عدل على مستوى المخرج الغربي لزموري• ويعد رئيس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية ورفيقه أول الضحايا في مخطط التصفية الجسدية الذي تبنته الجماعة السلفية للدعوة والقتال بعد التعليمة الوقائية التي كان قد أصدرها مسؤولو الأسلاك الأمنية لإطاراتهم على خلفية ورود معلومات باعتماد الجماعات الإرهابية لاستراتيجية التصفية الجسدية عن قرب، وتكليف مجندين بجمع معلومات يتم على إثرها إعداد الخطط لنصب كمائنهم، كانت ''الفجر'' قد انفردت بنشر تفاصيلها في وقت سابق• ولم تجد الجماعة السلفية للدعوة والقتال من وسيلة لإثبات استمراريتها بعدما خسرت كل أوراقها في ظل الخناق المفروض عليها من قبل مصالح الأمن سوى اعتماد منهج التصفية الجسدية والاقتداء بتنظيم ''الفيدا'' الذي يعد الأكثر دموية بين كل التنظيمات الإرهابية في الجزائر، بحكم أنه أول من اعتمد هذا المنهج سنوات التسعينات، خاصة بعدما يئست كل حظوظه في الاستمرار ومواصلة العمليات الانتحارية في ظل النجاحات التي حققتها مصالح الأمن بتشديد الخناق عليهم وإحباط كل محاولات التسلل داخل المدن لتنفيذ عمليات استعراضية ذات صدى إعلامي جراء الحصار الذي فرضته عليهم قوات الجيش في معاقلهم بالموازاة مع تشديد الخناق الذي تصنعه نقاط المراقبة والحواجز الأمنية التي يشكلها أفراد الشرطة والدرك في المدن• من هو المحافظ الطاهر توات؟ يعد المحافظ توات الطاهر من مواليد 1976 من أبرز ضباط الشرطة الذين ساهموا في نزول العديد من الإرهابيين من المعاقل للاستفادة من تدابير المصالحة الوطنية، وكان يتقن عمله ويحب مهنته كثيرا، حيث كان يؤدي عمله بإخلاص حسب تصريحات زملائه إلى درجة أنه كان في غالبية الأحيان يستعمل وسائله الشخصية لإنجاح عملية معينة• التحق بسلك الشرطة سنة 1997 كمفتش، واشتغل في منطقة بودواوا في بومرداس، إذ تمت ترقيته في ظرف وجيز لما أثبته من جدارة واستحقاق، عقب العمليات الناجحة والنتائج التي حققها في محيط بغلية دلس ومزرانة، وشغل منصب محافظ شرطة لمدة 3 سنوات، لتتم ترقيته بعد عملية القضاء على عمار بن تيتراوي أمير كتيبة الفتح والرقم 22 في قائمة الإرهابيين التي أعدتها المديرية العامة للأمن الوطني، حيث قضى عليه رفقة فرقته بالمحاذاة من أحد مطاعم الدجاج في منطقة عليليقية ببومرداس• ووضع على رأس الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بزموري التي تم تدشينها قبل حوالي شهر• ودع والدته التي سافرت إلى البقاع المقدسة قبل أيام لأداء العمرة على أمل أن يعقد قرانه مع شريكة حياته بداية هذه الصائفة، لكن شاءت الأقدار أن تشيع جنازته في نفس اليوم الذي تحط فيه والدته في مطار الجزائر• وفي سياق متصل، كشفت مصادر محلية موثوقة عن شروع مصالح الأمن المختصة في محاصرة العديد من المناطق بولاية بجاية على غرار توجة ادكار، وبني كسيلة، الرابطة لبلدية ازفون الساحلية، مع توسيع دائرة الحراسة إلى غاية الطريق الوطني رقم 26 في شطره الرابط بجاية باتجاه مدينة تيزي وزو، وهذا لمحاصرة بقايا العناصر الإرهابية التي ماتزال تنشط بالمنطقة، والتي بدأت تظهر إلى الوجود خلال الأيام الأخيرة من خلال عملياتها الاستعراضية•