مسؤول فضح شركة ''سايبام'' كتابيا فوجد نفسه في السجن مشروع أنجز على طول 526 كلم ب536 مليون دولار وآخر بطول 350 كلم بقيمة 688 مليون دولار تحصلت ''الخبر'' على وثيقة أخرى تعتبر الحلقة المفقودة في مسلسل فضائح سوناطراك، وهي تكملة توضح نقاط الظل التي تركتها الوثيقة المنشورة حول تورط شكيب خليل ومسؤوليته في مشروع أنبوب الغاز ''جي.كا ''3، وهي الصفقة التي التهمت قرابة 50 مليار دينار، وكان موقف الوزير سببا عجّل برحيله من الحكومة. تضمنت الوثيقة مراسلة وقعها نائب رئيس النقل عبر الأنابيب، السيد بن عمر زناسني، المسجون حاليا، يبرّئ فيها ذمته من أية مسؤولية في صفقة شبكة أنابيب ''جي كا ''3 التي كانت من نصيب الشركة الإيطالية ''سايبام''، والتي بقدر ما كانت (الصفقة) مصدر ثراء كانت مفتاحا لفضائح القطاع. ومن أهم ما جاء في التقرير الحامل لرقم تي.أر.سي/ أو.دي.في/ 380/في.بي/09 والموجه للمدير العام السابق لسوناطراك ووصل إلى بريده بتاريخ 28 مارس2009، تفاصيل عن نتائج فتح الأظرفة للعروض التجارية للصفقة، وهي الرسالة التي كانت أول إخطار رسمي من مسؤول مباشر على الصفقة للمدير العام لسوناطراك حول التكاليف الخيالية التي تقدمت بها الشركة الإيطالية ''سايبام'' رغم أنها صاحبة العرض المالي الأقل. واستهل نائب رئيس النقل عبر الأنابيب في رسالته الحاملة لتاريخ 25 مارس 2009 بتقديم قيمتي العرضين الماليين الأحسن، وكان الأول ل''سايبام'' بقيمة 754, 49 مليار دج، وهو ما يعادل 688 مليون دولار. أما العرض الذي يليه مباشرة فقد قدمته منافستها ''سبيب كاباج'' وكان بقيمة 260 ,52 مليار دج. وأوضح زناسني في تقريره مؤكدا على أن عرض الشركة الإيطالية للصفقة بالقيمة المذكورة يجعل من تكلفة وضع وتوصيل أنابيب باهظة التكلفة تصل إلى معدل 2003 دولار للمتر الطولي، في حين أن المعدل المعمول به عالميا وفي صفقات سابقة فازت بها نفس الشركة، لم يزد عن معدل 1226 دولار للمتر. وأضاف المسؤول المذكور في تقريره أنه يطمح للحصول على قبول طلبه لدى الشركة الإيطالية لتخفيض قيمة الصفقة من 20 إلى 30 بالمائة، حسب ما تتطلبه قواعد السوق والصفقات. وأضاف موضحا قبول الشركة الإيطالية تخفيضا بقيمة 25 بالمائة، لتصبح قيمة الصفقة بما لا يزيد عن 516 مليون دولار، لوضع وتوصيل أنابيب نقل البترول من نوع 48 على طول 350 كيلومتر. وقبل وصول المسؤول في تقريره إلى الاتفاق المبدئي حول قيمة التخفيض، أجرى ما يشبه مقارنة بين أسعار صفقة لا تختلف عن ''جي.كا ''3 كانت قد تحصلت عليها نفس الشركة لوضع وتوصيل أنابيب النقل البترولي بين حاسي الرمل وأرزيو، وهو مشروع يحمل اسم ''أل.زاد 2 جي بي أل''، ويتمثل في تركيب أنابيب على طول 526 كيلومتر، لكن في هذه الصفقة لم تزد تكلفتها عن 536 مليون دولار، بينما فاقت قيمة صفقة ''جي.كا 688 ''3 مليون دولار، رغم أن المشروع على طول 350 كيلومتر بين ولايات ميلة وقسنطينة وسكيكدة وعنابة. وبالعودة إلى الوثيقة المنشورة في عدد الخميس حول رد شكيب خليل على الرسالة التي بعثها له مدير المحروقات، ونظيرتها التي أرسلها نائب رئيس النقل عبر الأنابيب إلى المدير العام السابق لسوناطراك، يتضح أن المشرفين على الصفقة أخطروا مسؤوليهم بالخسائر المحتملة وراء منح الصفقة بقيمة العرض المقدم، بل وسعى كلاهما إلى افتكاك قبولها التخفيض، فيما راسل مسؤول مديرية المحروقات شكيب خليل وأخبره بقبول الإيطاليين تخفيضا ب3 بالمائة في الحصة الثالثة من الصفقة، لكن وزير الطاقة كان أسخى وعرض تخفيضا ب5 ,1 بالمائة فقط. أما نائب رئيس النقل عبر الأنابيب فقد أخطر المدير العام لسوناطراك بتوصله لتخفيض في غلاف الصفقة بنسبة 25 بالمائة، لكن لا حياة لمن تنادي.