وقف أول أمس، الحاضرون بسينماتيك الجزائر، في العرض الأول للفيلم السينمائي الوثائقي ''قطاع غزة... اليوم الموالي'' على هول كارثة الغزو الإسرائيلي لغزة نهاية ديسمبر 2008 وبداية جانفي .2009 صور الفيلم السينمائي الوثائقي للمخرجين سمير أحمد عبد الله الفرانكو-مصري وخير الدين مبروك الفرانكو- جزائري بنظرة صادقة وفي 100 دقيقة، معاناة سكان غزة أثناء القصف الإسرائيلي المتواصل، كما نقل آلام العائلات المشردة بعد القصف في حوار صادق بين الكاميرا والأصوات والمحيط والديكور. كل شيء كان طبيعيا ويشهد بهول المأساة والكارثة الإنسانية.استطاعت كاميرا كل من المخرجين، عبر قصص صغيرة مؤلمة لعائلات قد لا نحفظ أسماءها، لكنها روت بصدق معاناتها، وبعيدا عن الصور المأساوية والأكثر دموية، التي تفادى الناس رؤيتها على بعض القنوات الفضائية، مما جعل الكثير من الحقائق تمر على المشاهد العربي دون أن يلحظها، فإن الفيلم الوثائقي وعبر قصصه الصغيرة من هنا وهناك وفي ديكور واقعي من البناءات المهدمة وموسيقى الناي الفلسطيني الحزين، نقل حقيقة المعاناة بكل تفاصيلها وحيثياتها، من فم الطفلة الصغيرة التي فقدت إخوتها والشيخ الذي أعدم أبناؤه أمام عينيه والشاب الذي حطم منزله والأم التي أحرق الجنود الإسرائيليون فلذة كبدها ذات الشهرين أمام أعينها. ينطلق الفيلم الوثائقي الحائز على جائزة أحسن فيلم وثائقي من التلفزيونات الفرنسية مؤخرا، في طبعته التلفزيونية (55 دقيقة)، قبل أن يحوّل إلى فيلم وثائقي سينمائي، مباشرة إثر توقّف إطلاق النار بعد 20 جانفي 2009، تدخل الكاميرا عبر معبر رفح من خلال بعثة مساعدات طبية قادمة من فرنسا، يقودها عبد الحليم أبو سمرة، أول الصور الملتقطة ديكور البناءات المهدمة، بداية من طريق صلاح الدين حيث نصبت الخيم، لتستقبل عائلة أبو السعد التي تبيت في العراء بعد أن فقدت المنزل بعد قصفه، يتحدث الأب ''لقد أطلقوا النار على بناتي الثلاث الأولى سنتان، الثانية 07 سنوات والأخيرة 4 سنوات، بقيت تعاني من الإصابة حتى الموت''، لتتنقل الكاميرا إلى صور المدارس المهدمة وبقايا لعب وكتب الأطفال وقصة ذلك الشيخ البالغ 85 سنة الذي أعدمه جنود الاحتلال، كما نقلت صور القنابل الضخمة والمسمارية وما أحدثته من دمار.