فاز الفيلم الجزائري ''خارجون عن القانون'' للمخرج رشيد بوشارب، بجائزتين من الجوائز السبع للدورة الثامنة عشرة من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، الذي اختتمت فعالياته أوّل أمس، حيث اقتنص الفيلم ذهبية المهرجان إلى جانب جائزة أفضل فيلم عربي، وتنافس فيها مع أربعة وعشرين فيلما. وأقيمت على هامش المهرجان ندوة حول ''خارجون عن القانون'' بحضور السيدة شافية بودراع والممثل القدير أحمد بن عيسى، وتمّ التطرّق إلى الأسلوب المميّز واللغة البصرية الهامة التي تجعل من هذا العمل واحداً من الإنتاجات الضخمة في السينما الجزائرية والعالمية. وأكّد الفنان السوري جمال قبش في حديثه، على أهمية موضوع الفيلم ودور الذاكرة الإنسانية في إبقاء جذوة الثورة حاضرة، وأشار إلى ما يحدث في فلسطين اليوم... بدورها، الفنانة شافية بودراع التي لعبت دور الأم في الفيلم، أثنت على ما قاله قبش وتناولت أهمية هذا النوع من الأفلام التي تقدّم للأجيال الجديدة صوراً حاضرة عن ماضي الثورة الجزائرية وما كان يحدث من مجازر وتضحيات، وكونها تقدّم للجمهور العريض عربياً وعالمياً... وقارن الناقد المغربي عبد الإله الجوهري الفيلم بفيلم ''معركة الجزائر'' الشهير، وتحدّث عن الأسلوب المميّز واللغة البصرية الهامة في الفيلم وأهمية الموضوع الذي يطرحه في هذه الأيام. ثم تناول الحبيب الناصري مدير مهرجان خريبكة للفيلم الوثائقي بالمغرب، في مداخلته، بعض معالم السينما الجزائرية وأهمية موضوع وسينما بوشارب، الذي تمكّن في سنوات صعبة من ترك بصمة واضحة في السينما العالمية. وعلى صعيد متّصل، افتك ''خارجون عن القانون''، الذي وصف بأنّه ''ملحمة كبرى من أجل الاستقلال العسكري والذهني بعد عقود من الحرب.. وهو جيّد ومفاجئ في كلّ النواحي''، ومثّل الجزائر في عدد من المهرجانات السينمائية العريقة، افتك بجدارة الجائزتين من بين يدي 46 دولة تنافست بأربعة وعشرين فيلما. ونال الجائزة الفضية الفيلم الإيراني ''يرجى عدم الإزعاج'' للمخرج محسن عبد الوهاب، وذهبت البرونزية للفيلم السوري ''مطر أيلول'' للمخرج عبد اللطيف عبد الحميد، وحاز المخرج التركي ريها إيردم جائزة ''مصطفى العقاد للإخراج'' عن فيلمه ''كوزموس''، فيما ذهبت جائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الإيطالي ''حياتنا'' للمخرج دانييل لوشيتي. كما نال الفنان الروماني جورج بيستيرينو جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم ''إذا أردت أن أصفر فسأفعل''، ونالت الفنانة الألمانية غابرييلا ماريا شميد جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم''مصفّفة الشعر''، ونوّهت لجنة تحكيم الأفلام العربية، بالفيلم السوري ''حرّاس الصمت'' للمخرج سمير ذكرى في إطار التوجّه النبيل لاستفادة السينمائيين من الرواية العربية الجادة ونقلها إلى الشاشة الكبيرة. أما بالنسبة للأفلام القصيرة، فنال الجائزة الذهبية الفيلم البلجيكي ''الأرجوحة'' للمخرج كريستوف هيرمانز، فيما حاز الفيلم السلوفاكي ''حجارة'' الجائزة الفضية للمخرجة كاتارينا كيريكيسوفا، وذهبت البرونزية للفيلم التونسي ''موجة'' للمخرج محمد عطية.وأكّد محمد الأحمد مدير المهرجان ومدير المؤسسة العامة للسينما، أن الدورة الثامنة عشرة للمهرجان كانت غنية بضيوفها وبالأفلام المشاركة ولجان تحكيم المسابقات الرسمية والمطبوعات التي تم توزيعها. مشيرا إلى أن سر نجاح هذه الدورة هو حب السينما وعراقة وأصالة مدينة دمشق أقدم مدينة مأهولة على الأرض. وكانت فرقة إنانا قدّمت في بداية حفل اختتام المهرجان، العرض المسرحي التاريخي الاستعراضي، صلاح الدين، الذي يتناول سيرة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي منذ توليه مقاليد السلطة في دمشق ومصر إلى فتح الجيوش العربية بيت المقدس تحت قيادته، حيث تظهر الأحداث شخصية صلاح الدين الإنسان والقائد والمحارب، وقامت الأوبريت على مجموعة من اللوحات المسرحية الراقصة التي اتسمت بالمزج المنسجم مع المشاهد السينمائية والغناء والموسيقى التعبيرية، لتفضي بمجموعها إلى بناء عمل ملحمي تاريخي فني متكامل يقول كلمته الهادفة.يشار إلى أن الدورة الثامنة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي التي استمرت سبعة أيام، ضمت 222 فيلماً روائياً طويلاً بينها 24 فيلماً من أفلام المسابقة الرسمية، إضافة إلى 92 فيلماً قصيراً من 46 دولة عربية وأجنبية، كما تضمنت 14 تظاهرة سينمائية، إضافة إلى عدد من النشاطات، أبرزها الطاولة المستديرة التي تمحورت حول دور المهرجانات السينمائية العربية في تطوير الإنتاج السينمائي وتسويقه، فضلاً عن توزيع نحو 21 كتابا حول الفن السابع.