تنظر جنايات العاصمة، اليوم، في قضية مقتل عجوز بفيلتها الواقعة بالسيدة الإفريقية في العاصمة، والجريمة ارتكبها صهرها وشريكه طمعا في ميراثها. عاشت السيدة ''م.أ''، 60 سنة، في بحبوحة مالية، حيث كان لها من الميراث ما يسيل لعاب من حولها، ويدفعهم لارتكاب أي فعل للاستحواذ عليه، على غرار فيلتها الفخمة التي ظلت لسنوات محل نزاع مع أقاربها. وحدث في أحد الأيام أن استنجدت بجارها لإصلاح قفل الباب الخارجي للفيلا، ومعروف عن هذا الشخص سلوكه غير السوي، فهو مسبوق قضائيا لارتكابه عدة جرائم سرقة. استقبلت العجوز هذا الجار في بيتها، ظنا منها أنه سيحل لها مشكل باب فيلتها الخارجي، ولكنه ترصد جيدا لتحركاتها داخل المنزل، إلى أن تحيّن الوقت المناسب ففاجأها عندما استدارت، وهم بخنقها بواسطة خمارها لتلفظ أنفاسها الأخيرة بين يديه. ولم تنته مهمة القاتل، 30 سنة، عند هذا الحد، بل قام بلف جثة العجوز في غطاء، وجرها إلى غاية حديقة بيتها، حيث قام بدفنها ليخفي معالم جريمته، ثم خرج من الفيلا وكأن شيئا لم يحدث. ولكن تأنيب الضمير دفعه لإفشاء السر لجاره الذي أخبر هو الآخر قريب الضحية الذي تربطه بها علاقة مصاهرة، ويسكن بالقرب من فيلتها، لينتقل الاثنان لإخبار الشرطة بالأمر. وذهب الجاني لتسليم نفسه وكشف أنه لم يقترف الجريمة بمفرده، بل نفذت بمشاركة قريب الضحية الذي تقدم للإبلاغ عن الجريمة رفقة جاره الذي أصبح الشاهد الوحيد في القضية. وعلى هذا الأساس فتحت فرقة الشرطة القضائية لأمن الجزائر تحقيقا في الجريمة، ووجهت للقاتل وقريب الضحية جناية القتل العمدي والاعتداء الجنسي على الضحية، وذلك استنادا إلى تحاليل الحمض النووي. وصرح المتهم الرئيسي في القضية، أن شريكه عرض عليه قتل العجوز بسبب نزاع حول ميراث الفيلا، وذلك ليتسنى له أخذ بصمتها على عقد التنازل على الفيلا. أما قريب الضحية، فأنكر تماما التهمة في انتظار ما ستكشف عنه المحاكمة من وقائع.