كان لارتفاع أسعار الزيت والسكر وندرة مادة الفرينة ارتدادات جانبية مباشرة على ارتفاع أسعار المشروبات الغازية والعصير تراوحت بين 5 و10 دنانير، وامتد ليشمل الحلويات لتصل أحيانا إلى 50 دينارا للقطعة. ولم تسلم مختلف أنواع الأجبان ومشتقات الحليب مثل الياوورت من الزيادات. وتشير مصادر مسؤولة باتحاد التجار إلى أن الزيادة في سعر السكر أثر على أسعار المشروبات الغازية في المصانع تراوحت بين 4 إلى 5 دنانير عن كل لتر. ولا يزال المواطن إلى غاية اليوم يتحمّل أعباء هذه الزيادة. وتراوحت الزيادة لدى أصحاب المحلات والمقاهي بين 10 دنانير إلى 15 دينارا. إذ أن ما وقفنا عليه، أمس، على مستوى المحلات والمقاهي بقلب العاصمة وحتى ضواحيها، هو أن سعر قارورة لتر واحد من نوع حمود بوعلام يقدر ب40 دينارا، بعدما كان سعرها لا يتعدى 30 دينارا، وينسحب الأمر على باقي المشروبات الغازية، حيث أن القارورة الصغيرة التي كان سعرها قبل شهرين يقدر ب25 دينارا قفز منذ نصف شهر إلى 30 دينارا. وصرح صاحب مقهى بساحة أول ماي ل''الخبر''، أمس، ''أن الزيادة في سعر المشروبات الغازية تم بعد الزيادة المسجلة على مستوى المصانع، لاسيما مع ارتفاع سعر السكر''. وكانت مصالح قمع الغش قبل نحو شهر قد كشفت عن فضائح على مستوى مصانع لهذا النوع من المشروبات بالرغاية والرويبة مفادها استعمال السكر المستعمل في الحلويات في إنتاج المشروبات الغازية. كما طالت الزيادات في الأسعار كافة مشروبات العصير وتراوحت بين 5 إلى 10 دنانير عن كل قارورة 1 لتر، وهي الزيادة نفسها التي طالت أنواع العصير في المقاهي. ولأن كل النشاطات والاحتفالات في الجزائر مرتبطة بالحلويات، فقد تأثرت كل أنواعها بحمى ارتفاع أسعار السكر وعرفت هي الأخرى زيادات في الأسعار. فالزائر لعدد من محلات الحلويات بحسين داي، أول ماي، القبة الحراش، بإمكانه أن يقف على هذه الزيادات. فبالحراش مثلا، يصل سعر القطعة من الحلويات إلى 45 دينارا بعدما كان سعرها لا يتعدى 25 دينارا قبل نحو شهر، كما عرفت أنواع البقلاوة والهلاليات (الكرواسون) وقلب اللوز زيادات تراوحت بين 5 و10 دنانير منذ نحو شهر. ولم يستسغ مواطنون بساحة أول ماي وحسيبة بن بوعلي الكيفية التي ارتفعت بها أسعار الهلاليات (الكرواسون) التي قفز سعرها إلى 15 دينارا في ظرف قياسي بعدما كان سعر القطعة لا يتعدى 10 دنانير. واستعادت الزلابية وبعض الحلويات التقليدية المنزلية هي الأخرى سمعتها في السوق. ومع ذلك فإن وزارة التجارة ومصالحها لم تلتفت من حولها لمراقبة ما يجب أن يراقب. لكن ما عسى أن يفعل الميت وهو بين يدي غاسله، ولاسيما أن ارتدادات ارتفاع أسعار السكر كان لها الأثر الكبير على زيادة أسعار مشتقات الحليب مثل الياوورت، حيث تشير مصادر من اتحاد التجار إلى أن معدل الزيادة في المصانع تراوح بين 30 سنتيما إلى 50 سنتيما، فيما تراوحت الزيادة على مستوى المحلات بين 1 دينار إلى 3 دنانير، ومس ارتفاع الأسعار أيضا كافة أنواع الأجبان. ففيما صرح لنا تجار بحيدرة أن الزيادة في العلبة وصلت إلى 5 دنانير، أوضح لنا آخرون، بأول ماي، أن الزيادة بلغت 10 دنانير عن كل علبة. ويرتقب الأمين العام لأسواق الجملة للمواد الغذائية باتحاد التجار الجزائريين، سعيد قبلي، أن تعرف أسعار المشروبات الغازية والعصير والحلويات والياوورت تراجعا خلال الأيام المقبلة تبعا لانخفاض أسعار السكر والزيت، وتبعا للإجراءات التي اتخذتها الحكومة المتمثلة في إلغاء عدد من الرسومات والغرامات، وعلى اعتبار أن عددا من أصحاب المصانع أخبروه بتوجههم نحو خفض الأسعار. ويقر المتحدث بأن ارتفاع الأسعار لم يتسبب فيها التجار بقدر ما تسببت فيها الرسومات الجمركية والغرامات التي كانت مفروضة عليهم سابقا.