تظاهر، صباح أمس، قرابة 10 آلاف من المواطنين من مختلف نواحي الجهة الشرقية لولاية البويرة، في مسيرة سلمية تضامنية مع عائلة المختطف، احمناش توفيق، الذي اختطفته مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، ولا يزال مصيره مجهولا إلى حد اليوم. شلت الحركة ببلدية امشدالة تماما صبيحة أمس، بسبب الإضراب العام الذي شهدته المنطقة والمرفوقة بمسيرة سلمية للمواطنين دامت حوالي ساعة ونصف الساعة، حيث انطلقت في حدود العاشرة صباحا إلى غاية الحادية عشرة والنصف. المسيرة تقدمتها نائب الحر في البرلمان، السيدة سعودي دليلة، بمعية نائب الأرسيدي سابقا بالبرلمان السيد براهيمي علي. وبدأت المسيرة من مفترق الطرق بالمدخل الجنوبي لبلدية امشدالة بقرية بواكلان إلى غاية مقر الدائرة على مسافة تقارب الكيلومتر، أين تجمّع المتظاهرون وعبّروا عن تنديدهم بعمليات الاختطاف التي يتعرض لها المواطنون والمقاولون من حين إلى آخر. كما وجه الحضور نداء إلى الخاطفين بضرورة إطلاق سراح ''توفيق'' سالما معافى في أسرع وقت ممكن. واغتنمت عائلة المختطف المناسبة لدعوة كل المواطنين لتقديم مساندتهم وتضامنهم معها في هذه الأزمة، وذلك بتقديم أية معلومات تصلهم عن الضحية، أو إخبار مصالح الأمن بها. وقرر شباب المنطقة مواصلة عملية البحث عن توفيق عبر كل مرتفعات المنطقة والمناطق النائية بالدائرة على أمل العثور عليه. من جهته ذكر والد المختطف، عمي ''عمر''، الذي لا يزال مصدوما من الحادثة ل''الخبر''، أنه لم يتلق أي اتصال عن مصير ابنه باستثناء الاتصال الأول الذي طالبت فيه الجماعة الخاطفة بالحصول على الفدية دون تحديد قيمتها مقابل إطلاق سراح ابنه. وظن الأب، الذي رفض تقديم الفدية، أنه بصدد الاستماع إلى مزحة وأن الأمر ليس حقيقة، كما روى لنا تفاصيل اختطافه. وقال الوالد إن ابنه يعمل إلى ساعات متأخرة في الليل، موضحا أنه ليس مقاولا وإنما يشتغل فقط لدى المقاولين، حيث أوقفته مجموعة من أشخاص مجهولي الهوية والعدد عند مدخل الباب، واقتادوه في مركبته، قبل أن يجردوه من هاتفه النقال. وقد علمت العائلة بنبأ اختطاف ابنها على إثر اتصال هاتفي من طرف الضحية الذي أخبر والده أنه اختطف من طرف جماعة بالجبل. بعدها، مثلما يروي والده، تحدث معه صوت آخر طالبه بتقديم الفدية، غير أنه رفض ذلك لكونه كما قال ''ميسور الحال''. وطالبوه أيضا بالتزام البيت إلى غاية الصبيحة وقد امتثل لطلباتهم، بعدما أخبروه أنهم سيعيدون الاتصال به، لكنهم لم يتصلوا به إلى حد اليوم. وعن وضعية أم توفيق، أشار الوالد إلى أنها مصدومة، حيث أضحت لا تحتمل أي حديث عن الحادثة خاصة من طرف الأقارب الذين يعرفون توفيق، وتحاول التهرب من هذا الواقع بأخذ ابنه البكر إسحاق، الذي يبلغ من العمر 21 شهرا، بمعية ابنته مليسيا المولودة على إثر الصدمة التي تلقتها زوجته، بعدما وصلها نبأ اختطاف زوجها. وتحدث الأب أيضا أنه لقي مساندة وتضامنا من كل المواطنين بالمنطقة، وكذا من أقارب العائلة الذين يجتمعون كل أمسية بدار الضحية، معتبرين قضية توفيق على أنه ابنهم، مخففين الضغط والثقل عليه. ورغم كل ذلك لم ينس عمي عمر أن يقدم شكره لكل المساندين وكذا لجريدة ''الخبر'' التي قال إن لديها حسا إعلاميا وقامت بتغطية الحدث، داعيا الجماعة الخاطفة للإحساس بحسرة عائلته وأولاده خاصة الصغيرة التي لم تر وجه والدها بعد. وذكر شباب المنطقة من جيرانه وأقاربه ل''الخبر'' أن توفيق شاب محترم، يحترم جميع الناس وهو متزوج وأب لطفلين، ومعروف بسمعة طيبة.