أعلن الوزير الأول، محمد الغنوشي، توليه رئاسة الجمهورية في تونس، بعد تخلي زين العابدين بن علي عن الحكم في وقت متأخر من نهار أمس، وغادر البلاد. وقال الغنوشي إن بن علي تخلى عن الحكم مؤقتا. تخلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن الحكم وغادر البلاد، مساء أمس، ليخلفه الوزير الأول محمد الغنوشي، الذي قرأ بيان تنصيبه قائلا فيه ''بناء على المادة 56 من الدستور وأمام ''تعذّر الرئيس عن ممارسة مهامه'' يخلفه الوزير الأول. وتعهد باحترام الدستور والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية بالتشاور، دون الإشارة إلى إجراء انتخابات رئاسية مسبقة، ولم يحدد الفترة التي يتولى فيها الحكم. وأعلن قبل ذلك عن حالة طوارئ على كل التراب التونسي، ثم غلق الفضاء الجوي للملاحة. فيما كانت أخبار الانقلاب الأبيض قد تدولت في الشارع التونسي منذ الظهيرة. وكان محمد الغنوشي صرح في وقت سابق أن الرئيس بن علي قرر ''في إطار إجراءات تهدئة الأوضاع، إقالة الحكومة وإجراء انتخابات تشريعية، خلال ستة أشهر''، في تصريح نقلته أمس، وكالة الأنباء التونسية. كما أعلن عن تكليفه بتشكيل حكومة جديدة. وتجلى من خلال التطورات أن القرار لم يكن بيده منذ تحرك الجيش نحو القصر الرئاسي ظهرا. كانت تنازلات الرئيس زين العابدين بن علي، التي أعلنها أول أمس، غير كافية. فبالرغم من التنازل عن تجديد عهدة أخرى للمكوث في الحكم في ,2014 ووعوده بإدخال إصلاحات سياسية وإعلامية عميقة، لم يهدأ الشارع. حيث خرج المتظاهرون، ساعات بعد خطابه المرتبك الذي أعلن فيه عن تلك التنازلات، التي رحبت بها دبلوماسية الاتحاد الأوروبي والخارجية الفرنسية. وسقط ما لا يقل عن 13 شخصا في ضواحي تونس ومدن أخرى، حسب مصادر طبية تونسية. لكن مشاهد الاقتتال توقفت في المظاهرة الضخمة التي اكتظ بها شارع بورقيبة في العاصمة تونس. مئات الآلاف مشوا منددين، مطالبين برحيل الرئيس بن علي. لتنتهي المسيرة أمام وزارة الداخلية. وسمعت طلقات نارية ظهر أمس، قرب الوزارة، حسب وكالة روترز. وأطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لمنعهم من الاقتراب من مدخل الوزارة. كما شوهدت مظاهر الضرب والاعتداء على المتظاهرين من طرف أعوان الشرطة. ولوحظ خلال المسيرة التصافح مع الجنود الذين كانوا يحمون المؤسسات الحكومية، مما يجعل الوضع ينقلب رأسا على عقب. وامتدت المسيرات إلى مدن أخرى. نفس الحشود الشعبية شوهدت في الحمامات، وفي القيروان، وفي سيدي بوزيد، وفي الرقاب، والصفاقس والقصرين وجميع مدن الجنوب. لكن المسيرات بلغت ذروتها في العاصمة السياسية والاقتصادية، حيث كانت الشعارات معبرة عن مشاعر المتظاهرين. كما أقيمت مسيرة موازية بالعاصمة الفرنسية باريس، شارك فيها تونسيون هتفوا برحيل بن علي. من جانبها، أعلنت وكالة السياحة البلجيكية توماس كوك عن ترحيل 540 سائح من تونس، وتعد بترحيل جميع سياحها قبل نهاية الأسبوع. كما نقل فرع ألمانيا 2000 إلى بلادهم، فيما قال الفرع الفرنسي إنه لم يقم بأي ترحيل لزبائنه الفرنسيين. وأعلن فرع بلجيكا توقيف جميع الرحلات نحو تونس إلى غاية 21 جانفي. وكان حوالي 1400 بلجيكي متواجد بتونس يوم الخميس، حسب الخارجية البلجيكية التي دعت رعاياها إلى عدم السفر إلى تونس، على غرار البرتغال والولايات المتحدة وبريطانيا.