خرجت قيادات حركة النهضة من السجون التونسية، وأفرجت السلطات خلال اليومين الماضيين عن عدد من القيادات بينها عبد الحميد الجناسي وعلي العريف وسمير جيل، فيما يتم الترتيب لعودة القيادات ورموز الحركة من الخارج، وعلى رأسها الشيخ راشد الغنوشي. قال صبحي عتيك أبرز قيادات النهضة في الداخل في لقاء مع ''الخبر'' إن جهات تونسية تغذيها مخاوف غربية تسعى إلى تأجيل عودة الغنوشي إلى البلاد، وتصوره بأنه خميني تونس، وتقدم عنه صورة مخيفة وتنساق في الصورة التي تسوقها الصحافة الفرنسية عن الغنوشي والإسلاميين هذه الأيام''. وأكد عتيك أن ''عودة مهجّري الحركة الإسلامية ليس محل مساومة أو تنازل أو تفاوض مع أي جهة كانت. وأضاف أن ''هناك ترتيبات واتصالات تجري مع كل الأطراف بشأن عودة الشيخ راشد وباقي قيادات ورموز الحركة من الخارج، كحق مشروع لكل تونسي''. موضحا أن ''الشيخ راشد عنصر استقرار في البلاد ومفكر يقدم أطروحات معتدلة في الفكر الإسلامي والحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة، والتأسيس لحياة سياسية دون إقصاء. وقال القيادي في الحركة صبحي عتيك الذي قضى 17 سنة في السجن قبل أن يفرج عنه أن ''الصحافة الفرنسية تحاول أن ترفع فزاعة الإسلاميين في تونس والتخويف منهم. ومن جانبه قال الأمين العام والناطق باسم النهضة حمدي الجبالي ل''الخبر'' إن الحركة تنبذ العنف والتطرف بكل إشكاله و''التخويف منها أو ربطها بالإرهاب واتهامها بتطبيق الشريعة والجلد وقطع الأيادي، وهي كليشيهات فاسدة لم تعد تنفع الآن. موضحا أن ''هناك أطرافا تونسية وغير تونسية تسعى إلى تخويف التونسيين والغرب من الإسلاميين''. ''مشيرا إلى أن ''النهضة وراشد الغنوشي لا يريدان لعب دور الخمينية في إيران''. وعلق الجبالي على تجربة الإسلاميين في الجزائر بأنها ''تجربة مفيدة قمنا باستقرائها بوعي وسنستفيد منها''. وأشار إلى أن جزءا من الإسلاميين في الجزائر قدموا تجربة جيدة وثمينة ومشرقة عن الإسلام السياسي، رغم كل الإخفاقات التي رافقت هذه التجربة''، فيما اعتبر القيادي في النهضة صبحي عتيك أن ''تجربة الإسلاميين في الجزائر ثمينة كونها سمحت بملامسة مشاكل الإدارة واكتساب خبرة في دواليب الدولة''، ''لكننا نعتقد أن تجربة المشاركة في الحكومة مع نظام غير منفتح في الجزائر أضرّ بشعبية الحركة الإسلامية في الجزائر''، موضحا أن حركة النهضة'' مع المشاركة في الحكومة في ظل نظام ديمقراطي للمساهمة في تحقيق التنمية وليس للديكور السياسي''.