يعقد المكتب التنفيذي لحركة مجتمع السلم، اليوم، اجتماعه الأسبوعي وسط جدل واسع داخله بخصوص الموقف الواجب اتخاذه من الحركة الاحتجاجية التي عرفتها البلاد مؤخرا على خلفية غلاء المعيشة وضيق مساحات التعبير السياسي والإعلامي. أفادت مصادر من داخل المكتب التنفيذي للحركة أن الاجتماع سيفصل في مبادرة سياسية أعدتها ''حمس'' وصوّرتها على أنها مخرج لأزمة الثقة بين ''الحاكم والمحكوم''، وأيضا وضع حد للانقسام المسجل داخل قيادتها الحالية بسبب فوائد سياسة المشاركة السياسية التي ورثتها من المؤسس الراحل محفوظ نحناح. وبينما يذهب فريق من القياديين إلى ضرورة التحلي بمواقف تتماشى مع أبجديات الحزب القائمة على التخندق مع الشعب وتبني انشغالاته والدفاع عنها والسعي لإيجاد حلول لها على جميع مستوى المؤسسات والمواقع التي تقع تحت إشراف إطارات حركة حمس، يعترف فريق ثان بصعوبة المهمة بكون دخول الحزب في دواليب الحكم من دون أن يكون له أي نوع من أنواع السلطة الفعلية جعله مصنفا، من المجتمع السياسي والشارع معا، في خانة المحسوب على السلطة أكثر منها، مجرد عضو في تحالف حول برنامج رئيس الجمهورية. ويعترف قياديون في الحزب، وفي مقدمتهم نوابه في البرلمان، بصعوبة التوصل إلى حل وسط لهذه المعضلة التي لم تجن منها حمس سوى ''الشوك''، على حد تعبير أحدهم. فهي لم تعد تحظى بمصداقية لدى شرائح واسعة في المجتمع بسبب جلوسها إلى جانب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي في التحالف الرئاسي، كما أنها لم تعد محل ثقة كبيرة من جانب السلطة بعد تمكن الخلافات الداخلية وحالة الانقسام الملاحظة في قواعدها وبين قياداتها على خلفية الولاء لتنظيمات إسلامية أجنبية بدأت ''تتحرّج'' منها السلطة. وما زاد في قلق قيادات حمس، هو التجاذب المسجل بين أقطاب ثلاثة. قطب يجاهر بالولاء للرئيس الحالي أبوجرة سلطاني ويدعمه نائبه عبد الرزاق مقري، وقطب ثان يتصدر صفه الأول، وزير الأشغال العمومية عمار غول والداعم لترشح مرتقب لنائب رئيس الحركة الحاج حمو مغارية، وقطب ثالث يتزعمه رئيس المجلس الشوري الوطني، عبد الرحمن سعيدي الذي سبق له وأن دخل سباق الزعامة على حمس ضد أبوجرة سلطاني في المؤتمر الثالث بعد وفاة نحناح في صائفة 2003، بدعم من مؤسسي جماعة الدعوة والتغيير المنشقة عن الحركة الأم. وما زاد من درجة القلق، محاولة الاستيلاء على قواعد الحركة وبخاصة شبابها. ففي سابقة هي الأولى، تشرف حمس ''ظاهريا'' على تنظيمين شبانيين الأول يتزعمه عبد الرزاق مقري ويطلق عليه ''أكاديمية جيل الترجيح'' والثاني ''شباب مجتمع السلم'' (شمس) للنائب عبد الحليم عبد الوهاب.. وهو ما يعتبره غرماؤهم في جماعة الدعوة والتغيير بوادر انقسام يسبق تفجر صراع مرير على الزعامة في مؤتمر 2013 الذي تعهد سلطاني بعدم ترشيح نفسه فيه لعهدة ثالثة.