''نائب الرئيس المصري اللواء عمر سليمان متمسك باتفاقية كامب ديفيد'' يعيش الإسرائيليون حالة غير مسبوقة من الرعب والترقب والخوف على مستقبل العلاقة مع مصر، والقلق من خطر الإطاحة بنظام مبارك بسبب العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بالغة الأهمية بين مصر وإسرائيل، التي يحدوها الأمل في أن يصمد نظام مبارك أكبر وقت ممكن. قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل تتابع باهتمام كبير ما يحدث في مصر وتريد حماية السلام مع القاهرة والاستقرار في المنطقة. وأضاف أن ''السلام مع مصر يستمر منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهدفنا أن تستمر الأمور على هذا النحو''. وأكد نتنياهو أنه بحث مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ووزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التطورات في مصر. واعتبر أن إسرائيل تبذل قصارى جهودها للحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة. ودخلت أجهزة الدولة الإسرائيلية في حرب استباقية لأية تطورات لاحقة، بما فيها الاحتمال الأقصى المرتبط برحيل الرئيس حسني مبارك وأركان نظامه. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية وزير الدفاع السابق، شاؤول موفاز، إنه قلق إزاء مخاطر وصول الإخوان المسلمين في مصر إلى السلطة، بسبب علاقتهم العضوية بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة منذ .2007 وقال موفاز: ''جماعة الإخوان المسلمين هي عدوة إسرائيل بقدر ما هي عدوة النظام القائم. وإذا تولت السلطة فذلك سيشكل تغييرا دراماتيكيا في كل المنطقة، مع مخاطر امتداد عدم الاستقرار إلى دول أخرى كالأردن ومناطق الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية''. وتبذل إسرائيل كل جهودها لمحاولة فهم التطورات في مصر وتحضير السيناريوهات الممكنة، والتركيز على تموقع الإخوان في نظام ما بعد مبارك. وقال وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي السابق، بنيامين بن اليعازر، إنه اتصل بالرئيس المصري حسني مبارك الذي ''طمأنني على الوضع في بلاده، وأكد لي أن القاهرة ليست بيروت ولا تونس، وأكد لي أن السلطات المصرية تعرف ما يجري في الشارع، وقد جهزت الجيش مسبقا''. مضيفا: ''مبارك أبلغني أن أي نظام قد يحكم مصر سيحترم معاهدة السلام ويعتبرها تصب في مصلحة إسرائيل، إلا في حالة وصول نظام مدعوم من حركة الإخوان المسلمين''. وأكد بن اليعازر أن اللواء عمر سليمان الذي عين أول أمس نائبا للرئيس المصري متمسك بقوة بهذا الموقف. وقال الوزير الإسرائيلي السابق، أفيشاي بروفيرمان، ''الرئيس مبارك في نهاية طريقه الآن، وأمله في توريث ابنه الأكبر جمال مبارك للحكم في مصر تبدد''. وأضاف: ''نحن في إسرائيل كل ما نتمناه هو أن تبقى الأوضاع مستقرة في المنطقة بعد زوال مبارك ويخلفه رئيس جديد''، خاصة أن حصول تغيير جوهري في النظام المصري سيؤدي إلى انقلاب في نظرية الأمن الإسرائيلية التي كانت تقوم على اتفاق كامب ديفيد الاستراتيجي، والذي أتاح للجيش الإسرائيلي التركيز على جبهات أخرى. وتعرض جهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي (الموساد) إلى انتقادات حادة من قبل البرلمان والمسؤولين والصحافة الإسرائيلية، لفشله في توقع حصول انتفاضة شعبية في مصر تهدد نظام الرئيس حسني مبارك. وكتبت صحيفة ''هآرتس'' أن ''الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات العسكرية فشل في توقع الانتفاضة المصرية''.
مرشد الإخوان المسلمين يدعو مبارك إلى الانصياع لرغبة الشعب دعا زعيم ''الإخوان المسلمون''، محمد بديع، الرئيس حسني مبارك إلى الرحيل. وطالبه بحل مجلس الشعب المزور قبل الشروع في تعيين حكومة وطنية ائتلافية. كما حث الولاياتالمتحدة على الانحياز للشعب المصري، لأن عهد الدكتاتورية انتهى وعهد الديمقراطية والحرية بدأ، حسب ما قاله في تصريح لقناة ''فرانس .''24 وطلب محمد بديع، المرشد الأعلى للإخوان المسلمين، من النظام المصري إلغاء حالة الطوارئ، باعتبار أنها غير مجدية، وحل مجلسي الشعب والشورى المزورين، والدخول بعد ذلك في مشاورات وطنية من أجل تشكيل حكومة ائتلافية تحت إشراف القضاء المصري. كما دعا أيضا الرئيس المصري حسني مبارك إلى تنفيذ كل هذه المطالب قبل أن يرحل عن السلطة، حيث قال: '' على مبارك أن يفعل ذلك ثم يرحل، وإلا فنحن سنبقى في الشارع مع كل فئات الشعب وسنواصل التظاهر ولن نتنازل''. ورأى المرشد الأعلى للإخوان المسلمين أن تعيين مدير المخابرات المصرية، عمر سليمان، نائبا لرئيس الجمهورية، وأحمد شفيق، رئيسا جديدا للحكومة، عبارة عن محاولة لتمديد عمر النظام وعسكرته. وانتقد الموقف الأمريكي مما يحدث في مصر قائلا: ''إن أمريكا تدعم النظام المصري وتتخلى عن الشعب، لكن إذا كانت تحرص على مصالحها فعليها الانحياز للشعب المصري والشعوب العربية. فالنظام سقط في تونس والنظام المصري يحتضر والاستبداد سيزول من كل الدول العربية، لأن عهد الشعوب بدأ وانتهى عهد الدكتاتورية''. وحث محمد بديع الجيش على الدفاع ''عن نظام ديمقراطي نزيه وغير فاسد''، معتبرا المؤسسة العسكرية ''حصانة للشعب المصري والأمة العربية في آن واحد''. القسم الدولي