إسرائيل قلقة جدا بعد الأخبار التي تداولتها وكالة الأنباء والصحافة، نقلا عن وكالة الاستخبارات الأمريكية، حول تدهور صحة الرئيس المصري، حسني مبارك. وقالت صحف إسرائيلية إن نتنياهو خطط لزيارة القاهرة لإحراز تقدم في عملية السلام قبل أن يحدث أي تغيير محتمل داخل النظام المصري. إلى هنا الخبر عادي، ومن الطبيعي أن تقلق إسرائيل على صحة مبارك، فقد قال هذا الأخير كم مرة إن مصر معنية بأمن إسرائيل، وكانت إسرائيل في كل مرة تقدم فيها على حرب مع العرب، تأخذ الضوء الأخضر من مبارك، فحرب غزة أعلنت من القاهرة ونظام مبارك أعطى إسرائيل ما لم تعطها اتفاقيات كامب دافيد في عهد السادات. لكن لماذا تقلق إسرائيل وتتمنى أن يصمد مبارك أطول مدة ممكنة مثلما تناقلته الأنباء، مادام مبارك سيخلف مبارك، وستصون العائلة إرثها من عرش مصر، وتصون في المقابل مصالح إسرائيل، ليس في مصر فقط، بل في منطقة الشرق الأوسط كلها؟ أم أن تخوف إسرائيل التي عجلت بتصفية عرفات منذ سنوات سببه أن إسرائيل تدري أن نجل مبارك لن يتولى عرش مصر، وأن هناك أمورا جدية وحراكا سياسيا حقيقيا يحدث في مصر، حراكا قلل من حظوظ جمال مبارك في الفوز بانتخابات رئاسية أمام اسمين ثقيلين من وزن محمد البرادعي وعمرو موسى. فإن كانت مخاوف إسرائيل سببها هذا الذي ذكرت، فإننا نستبشر خيرا في مستقبل مصر، نستبشر خيرا للشعب المصري الذي عاش تحت وطأة نظام مبارك قرابة ثلاثة عقود من الفساد والظلم. أم أن الهدف من نشر خبر مرض مبارك وقلق إسرائيل يراد منه الضغط على مبارك وآل مبارك المتمسكين بالحكم بشتى الطرق، لكسب المزيد من التنازلات من هذا النظام الهرم. على كل، الأعمار بيد الله، وأطال الله في عمر الرئيس، حتى تنعم إسرائيل بالسلام