أقدم شاب يدعى (س. قادة) البالغ من العمر 27 سنة، من سيدي بلعباس، على محاولة جادة لأجل إضرام النار في جسده داخل مقر دائرة سيدي بلعباس، مساء أمس، احتجاجا على أمور عديدة من بينها البطالة وأزمة السكن. كان أفراد من الأمن الحضري الخامس التابع لأمن ولاية سيدي بلعباس وراء إحباط العملية بعد أن تمكن أحد الضباط من القفز على المعني وسحب الولاعة إضافة إلى قارورة بنزين كانتا بحوزته. وكان الشاب الذي حاول، أول أمس، الانتحار للمرة الثانية في ظرف أسبوع واحد، قد حوّل إلى مقر الأمن أين عملت العديد من الأطراف على تهدئته بعد أن تم الإغماء عليه أمام أعين أبنائه الخمسة الذين همّوا بالعويل والصراخ بمعية والدتهم أمام أعين العشرات من الفضوليين. الشاب قادة قد حوّل على جناح السرعة إلى المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور عبد القادر حساني بسيدي بلعباس، أين تلقى الإسعافات الأولية. وكان المعني قد اتهم مسؤولين من دائرة سيدي بلعباس، من دون ذكرهم بالاسم أو الصفة، باستفزازه بالنظر للطريقة التي استقبل بها بمعية أبنائه وزوجته، وهو الذي عانى لأكثر من ثلاث سنوات في الشوارع بعد لجوئه، خلال أكثر من مناسبة، إلى بعض السكنات المهجورة هربا من برد الشتاء وحر الصيف. وكان الشاب المعني قد عاش مطاردا من قبل أصحاب السكنات والقطع الأرضية التي احتمى بدفئها، مع الإشارة إلى محاصرة الديون له بالنظر لأجرته الشهرية التي لا تتعدى ثلاثة آلاف دينار، بصفته معاقا بنسبة 80 بالمائة. وكان الشاب الذي حاول الانتحار حرقا، مساء أول أمس، بداخل مقر دائرة سيدي بلعباس، قد اضطر إلى توقيف الابن أيمن والبنت أسماء، البالغين من العمر 7 سنوات و6 سنوات على التوالي، عن الدراسة بسبب الظروف المعيشية المزرية.