بدأ لاعبو المنتخب الوطني للمحليين يشعرون فعلا بالظروف الصعبة التي تحيط بمشاركتهم في الطبعة الثانية لنهائيات بطولة إفريقيا لكرة القدم التي تحتضنها السودان من 4 إلى 25 فيفري الجاري. يواجه المنتخب الوطني المحلي، منذ وصوله إلى الخرطوم مشكلا أساسيا يتمثّل في الحرارة المرتفعة التي فاقت الثلاثين درجة مئوية، في منتصف النهار وبعد الزوال، وتأثر لاعبو المنتخب الوطني كثيرا خلال الحصتين التدريبيتين الأولى والثانية، حيث تدرّب المنتخب الوطني عشية وصوله إلى الخرطوم على الساعة الثالثة والنصف زوالا (الواحدة والنصف زوالا بتوقيت الجزائر)، وكانت عبارة عن حصة استرخائية للتخلص من تعب السفر، غير أن الحصة الثانية التي جرت أمس، بملعب ''الإنقاذ'' الذي يبعد بنحو 20 كلم عن مكان إقامة المنتخب الوطني، انطلقت في تمام منتصف النهار، وهو توقيت لم يكن مناسبا للمنتخب الوطني قياسا بارتفاع درجة الحرارة. ولم تدم الحصة التدريبية، التي جرت فوق العشب الطبيعي كثيرا، فقارب الساعة والنصف، لينهي المدرّب محمّد شعيب الحصة لتفادي تأثر اللاّعبين، في انتظار برمجة أول حصة تدريبية اليوم للمنتخب الوطني فوق العشب الاصطناعي بملعب الخرطوم وسط المدينة الذي سيحتضن مباراة الجزائر أمام أوغندا وهو الملعب الذي يحتضن أيضا المباراة الأولى بين السودان والغابون غدا وحفل افتتاح الطبعة الثانية. الحرارة الشديدة التي تعرفها الخرطوم في الوقت الراهن، اعتبرها سكان عاصمة السودان منخفضة إلى درجة أن سائق سيارة الأجرة الذي نقلنا من الفندق إلى الملعب، ابتسم حين سمعنا نتحدث عن الحرارة، وقال لنا ''على العكس، نحن في السودان نعتبر بأنه جو لطيف للغاية، أنتم لا تعلمون ارتفاع درجة الحرارة الحقيقية في عز الصيف حين تقارب 44 درجة مئوية. وتذكّر لاعبو المنتخب الوطني، خلال الحصة التدريبية لنهار أمس، ما عاشه المنتخب الأول في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا، حين واجه منتخب مالاوي على الساعة الثالثة زوالا، وخسر بثلاثية، بسبب تأثر اللاّعبين المغتربين بذلك، وإصابة البعض منهم، على غرار حسان يبدة بحروق، وهو العامل الذي تسبب في خسارة ''الخضر'' للمباراة. ما حدث للمنتخب الأول، لن يتكرّر لمنتخب المحليين، حسب حديث عدد من اللاّعبين، على غرار الحارس محمد لمين زماموش الذي أشار إلى أن اللاّعب المحلي متعوّد على ارتفاع درجة الحرارة وبأن أغلب المحليين يشاركون بانتظام مع أنديتهم الجزائرية في الكؤوس القارية، ما جعلهم متعوّدين على الحرارة وعلى الظروف الصعبة في إفريقيا. حصة أمس وقبلها خارج برنامج ''الكاف'' وجد المنتخب الوطني صعوبات كبيرة لإيجاد ملعب يحتضن تدريباته في اليومين الأول والثاني، بسبب وصول الوفد الجزائري ب48 ساعة قبل الموعد الرسمي المحدّد من طرف ''الكاف''.وقال مصدر من المنتخب بأن ''الكاف'' لا تضمن ملاعب للمنتخبات لإجراء التدريبات قبل تاريخ اليوم (3 فيفري)، ما جعل مسؤولي المنتخب يقومون بمساع حثيثة من أجل ضمان ملعب، حيث جرت الحصة الأولى بملعب قريب من فندق ''كورال'' مكان إقامة ''الخضر'' بينما احتضن ملعب ''الإنقاذ'' الذي يبعد بكثير عن الفندق، الحصص التدريبية لعدد من المنتخبات الإفريقية، وحصل المنتخب الوطني على أول حصة في منتصف النهار.ولا يحضتن ملعب الإنقاذ الواقع بمنطقة نائية تقريبا، مباريات الأكابر في الخرطوم، إنما هو ملعب مخصص لتكوين اللاّعبين الشبان، حسب عدد من سكان المنطقة. وفد إعلامي برتغالي في الخرطوم وصل في الساعات الأولى لصباح أول أمس، وفد برتغالي يتكوّن من صحافيين من مؤسسة إعلامية مرفوقة بتقنيين من أجل تغطية الحدث الكروي. وحسب أحد أعضاء الوفد، فقد تم التفاوض مع ''اورونج'' التي تملك حقوق البث الحصري، من أجل الاستفادة من صور كل المباريات. زماموش سيكون أساسيا اختار عبد النور كاوة مدرّب الحرّاس ومحمّد شعيب المدرّب الوطني الحارس محمّد لمين زماموش من مولودية الجزائر ليكون الحارس الأساسي للمنتخب خلال هذه الدورة. ويأتي ذلك، حسب مصدر من المنتخب، إلى خبرة زماموش مع مولودية الجزائر ومشاركته أيضا مع المنتخب الأول، ولياقته العالية في الوقت الراهن. واختار الطاقم الفني عز الدين دوخة من إتحاد الحرّاش ليكون الحارس الثاني وسي محمّد سيدريك حارس شبيبة بجاية ليكون الحارس الثالث. ملعب الخرطوم يخضع لترميمات لا تزال الأشغال بملعب الخرطوم جارية على قدم وساق، رغم أنه يفصلنا عن موعد افتتاح الطبعة الثانية لبطولة أمم إفريقيا للمحليين ثلاثة أيام فقط. وعند زيارتنا للملعب أمس، وجدنا أن الأشغال جارية في المنصة الشرفية، حيث يتم استحداث مقصورة للصحافيين والرسميين لم تكن موجودة أصلا، ويتم حاليا أيضا وضع مقاعد جديدة في المدرجات ووضع حاجز بين المدرجات وأرضية الميدان وسياج حول الملعب. وتتكفل شركة إسبانية بإنجاز المقصورة، بينما أسندت بقية الأشغال لشركات سودانية. تعافي يخلف ومترف شارك الظهير الأيسر محمّد يخلف ولاعب الوسط حسين مترف بشكل عادي خلال الحصة التدريبية لنهار أمس، بملعب الإنقاذ، ما ارتاح له الطاقم الفني، خاصة وأن يخلف تجنّب إصابة خطيرة في مباراة المحليين أمام المنتخب الأولمبي.كما بدا المدافع ساعد بلكالام في أحسن لياقة بدنية، ولم يشكو من أي إصابة بعد تعافيه، حيث شارك رفقائه في تدريبات أمس دون مشكل. تسجيل الحصة التدريبية كلف المدرّب محمد شعيب أمس، سفيان بريكسي بتسجيل الحصة التدريبية، حتى يتم إعادة معاينتها في المساء بحضور كل اللاّعبين للوقوف على الأخطاء. وسيرافق بريكسي المنتخبين الأول والمحلي في كل تربصاته، حتى يسجل كل الحصص التدريبية لإعادة مشاهدتها لاحقا. قدوم بن شيخة يرفع معنويات اللاّعبين استقبل لاعبو المنتخب الوطني قدوم المدرب الأول عبد الحق بن شيخة برفقة الحارس سي محمّد سيدريك بارتياح كبير، واعتبروا بأنه سيمنح دعما قويا للتشكيلة، على اعتبار أنه سيكون حاضرا منذ المباراة الأولى. ورغم أن اللاّعبين لم يعلقوا على تأجيل مباراة الجزائر وتونس الودية، إلا أنهم اعتبروا بأن وفد ''الخضر'' سيكون كاملا من أجل تحقيق أفضل نتيجة، وأثنوا أيضا على شعيب، واعتبروا بأنه أيضا يقوم بعمل كبير رفقة كاوة. السودانيون مهتمون بالانفصال أكثر منه بكرة القدم لا يبدو في الخرطوم عاصمة السودان مظاهر استعداد البلاد لاحتضان منافسة قارية في كرة القدم، فلا حديث لأبناء العاصمة السودانية عن كرة القدم، بل إن أغلبهم يجهل تنظيم السودان للطبعة الثانية. ويهتم السودانيون أكثر بانفصال الجنوب عن الشمال، ويعتبرون ذلك حدثا بارزا، غير أن أغلب من تحدثنا إليهم، رحبوا بالانفصال، ليس كقناعة، إنما لاعتبارهم أهل الجنوب سببا في مشاكل الشمال، حيث قال سائق سيارة الأجرة الذي رافقنا إلى ملعب الإنقاذ ''نحن نعيش حروبا ومشاكل منذ سنة 1955 بسبب أهل الجنوب، ورغم أن البترول متواجد بكثرة بمنطقتهم، إلا أننا نملك في الشمال ثروات أخرى مثل الذهب، ونحن في غنى عنهم''.
سكان الخرطوم يسألون عن أنصار أم درمان بمجرّد تعرفهم على هويتنا، حتى بادرنا سكان العاصمة الخرطوم بالقول إنهم يحبون الجزائريين، وبأنهم لا يحملون المصريين في قلوبهم. وذكرنا السودانيون بملحمة أم درمان وطريقة تشجيعهم للجزائر، وفرحهم الشديد بتأهل ''الخضر'' إلى كأس العالم، وأضاف أحدهم ''اليوم سنلعب في مجموعة واحدة، وأتمنى أن تجري المباراة النهائية بين الجزائر والسودان''.